(ولذلك قيل ما بزغ السلطان) أي يكفه (أكثر مما بزغ
القرآن وقيل) أيضا (السيف والسنان يفعلان ما لا يفعل البرهان و) الجواب (عن الثاني لا نسلم إن الانتفاع بالإمام إنما يكون بالوصول إليه) فقط (بل) ويكون أيضا (بوصول أحكامه وسياسته) إليهم (ونصبه من يرجعون إليه وعن الثالث إن تركهم لنصبه لتعذره وعدم شرط الإمامة أوليس تركا للواجب إذ لا
وجوب ثمة) عليهم على ذلك التقدير إنما الوجوب إذا وجد الجامع لشرائطها فلا محذور في ذلك الترك (ثم قال الموجبون) لنصب الإمام على الأنام عقلا (إن أصل دفع المضرة واجب) بحكم العقل (قطعا فكذلك المضرة المظنونة) يجب دفعها عقلا (وذلك) لأن الجزئيات المظنونة المندرجة تحت أصل قطعي الحكم يجب اندراجها في ذلك الحكم قطعا (مثل أن يعرف الإنسان أن كل مسموم يجب اجتنابه ثم
يظن أن هذا
الطعام مسموم فإن العقل الصريح يقضي بوجوب اجتنابه وكذا من علم أن الحائط الساقط لا
يجوز الوقوف تحته ثم
ظن أن هذا الحائط يسقط فالعقل الصريح يقضي بوجوب أن لا يقف تحته والجواب
منع حكم العقل) بالوجوب وأخواته بل هل لا تستفاد إلا من الشرع * (احتج الموجب) لنصب الإمام (على الله بأنه لطف لكون العبد معه أقرب إلى الطاعة وأبعد عن المعصية واللطف واجب عليه تعالى * والجواب بعد
منع وجوب اللطف إن اللطف) الذي ذكرتموه (إنما يحصل بإمام ظاهر قاهر) يرجي ثوابه ويخشى عقابه يدعو الناس إلى الطاعات ويزجرهم عن المعاصي بإقامة الحدود والقصاص وينتصف للمظلوم من
الظالم (وأنتم لا توجبونه) على الله كما في هذا الزمان الذي نحن فيه (فالذي توجبونه) وهو الإمام المعصوم المختفي (ليس بلطف) إذ لا يتصور منه مع الاختفاء تقريب الناس إلى الصلاح وتبعيدهم عن الفساد (والذي هو لطف لا توجبونه) عليه وإلا لزم كونه تعالى في زماننا هذا تاركا للواجب وهو محال * (
حجة الخوارج) على عدم وجوبه مطلقا (إن نصبه يثير الفتنة لأن الأهواء مختلفة
____________________
وكذا البقوى (قوله إن تركهم لنصبه) أي لنصب فاقد الشرط سواء كان ترك نصبه بنصب فاقدها أم لا (قوله إنما الوجوب إذا وجد الجامع لشرائطها) قيل هذا بناء على قول السائل شروط الإمامة قلما توجد في عصر وإلا فالجزم بانتفاء الشروط في كل الأمة مما لا وجه له (قوله فالذي يوجبونه أوليس بلطف) أجاب الشيعة بأن وجود الإمام لطف سواء تصرف أو لم يتصرف وتصرفه الظاهر لطف آخر وإنما عدم من جهة العباد وسوء اختيارهم حيث أخافوه وتركوا نصرته ورد أولا بأنا لا نسلم أن وجوده بدون التصرف لطف وثانيا بأنه ينبغي أن يظهر لأوليائه الذين يبدلون الأرواح والأموال على محبته وليس عندهم منه إلا مجرد الاسم فإن قيل لعله ظهر