بنصب فاقدها) فلا تكون هذه الأوصاف معتبرة فيها (نعم يجب أن يكون عدلا) في الظاهر لئلا يجور) فإن الفاسق ربما يصرف الأموال في أغراض نفسه فيضيع الحقوق (عاقلا ليصلح للتصرفات) الشرعية والملكية (بالغا لقصور عقل الصبي ذكرا إذ النساء ناقصات عقل ودين حرا لئلا يشغله خدمة السيد) عن وظائف الإمامة (ولئلا يحتقر فيعصى) فإن الأحرار يستحقرون العبيد ويستنكفون عن طاعتهم (فهذه الصفات) التي هي الثمان أو
الخمس (شروط) معتبرة في الإمامة (بالإجماع) وفيه على الأول إشارة إلى أن القول بعدم اشتراط الثلاث الأول مما لا يتلفت إليه وما تمسك به فيه مردود بأنا نختار عدم الوجوب مطلقا لكن للأمة أن ينصبوا فاقدها دفعا للمفاسد التي تندفع بنصبه (وههنا صفات) أخرى (في اشتراطها خلاف * الأولى أن يكون قرشيا) اشتراطه
الأشاعرة والجبائيان (ومنعه
الخوارج وبعض
المعتزلة لنا قوله عليه السلام الأئمة من قريش ثم إن الصحابة عملوا بمضمون هذا الحديث) فإن أبا بكر رضي الله عنه استدل به يوم
السقيفة على الأنصار حين نازعوا في الإمامة بمحضر الصحابة فقبلوه (وأجمعوا عليه فصار) دليلا (قاطعا) يفيد اليقين باشتراط القرشية (احتجوا) أي المانعون من اشتراطها (بقوله عليه السلام السمع والطاعة ولو عبدا حبشيا) فإنه يدل على أن الإمام قد لا يكون قرشيا (قلنا ذلك الحديث (فيمن أمره الإمام) أي جعله أميرا (على سرية وغيرها) كناحية ويجب حمله على هذا دفعا للتعارض بينه وبين الاجماع أو نقول هو مبالغة على سبيل الفرض ويدل عليه أنه لا
يجوز كون الإمام عبدا إجماعا * (الثانية) من تلك الصفات (أن يكون هاشميا شرطه الشيعة * الثالثة أن يكون عالما بجميع مسائل الدين) أصولها وفروعها بالفعل لا بالقوة (وقد شرطه الإمامية * الرابعة ظهور المعجزة على يده إذ به يعلم صدقه في دعوى الإمامة والعصمة وبه قال الغلاة ويبطل) هذه (الثلاثة) واشتراطها في الإمامة (إنا ندل) عن قريب (على
خلافة أبي بكر) وكونه إماما حقا (ولا يجب له شئ مما ذكر) من تلك
____________________
دفع بعض الشرور عند عدم إمكان دفع الكل بالإمام فإن ما لا يدرك كله لا يترك كله (قوله أن يكون قريشيا) الحكمة إنهم أشرف الناس نسبا وحسبا وشرائط الرياسة فيهم كالكرم والشجاعة والهيبة في نفوس العرب ولم يكن في غيرهم ما كان فيهم (قوله على سرية) السرية قطعة من الجيش يقال خير السرية أربعمائة رجل (قوله ظهور المعجزة) المراد بالمعجزة معناها اللغوي ولو قال ظهور الكرامة لكان أظهر