شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٤٣
إلى احتياج العالم في حدوثه إلى الصانع منحصرا في القياس المذكور إذ (قد تقدم لنا في إثبات الصانع وجوده) خمسة (لا يحتاج فيها إلى هذا القياس * الثاني) من تلك الأمور (نسبة فعل العبد إلى الله تعالى) فلأنه (يلزمه كونه فاعلا للقبائح فجاز) حينئذ إظهار المعجزة على يد الكاذب) إذ غايته أنه فعل قبيح وقد جوزتم صدوره عنه تعالى فلا يبقى للمعجزة دلالة على صدق النبي (وجاز) أيضا (الكذب عليه) سبحانه فيرتفع الوثوق عن كلامه في وعده ووعيده (وفيه إبطال الشرائع بالكلية قلنا قد أجبنا عنه) بما مر من أنه لا قبيح بالنسبة إليه تعالى بل الأفعال كلها يحسن صدورها عنه ومن أن إظهار المعجزة على يد الكاذب وإن كان ممكنا صدوره عنه عقلا إلا أنه معلوم انتفاؤه عادة كسائر العاديات إلى آخر ما مر في البحث عن كيفية دلالة المعجزة * (الثالث إثبات الصفات قول بقدماء) متعددة (وقد كفر النصارى للقول بقدماء ثلاثة فكيف الستة أو السبعة أو أكثر قلنا قد مر جوابه) في بحث القدم وأشير إليه في مباحث الصفات * (الرابع قولهم القرآن قديم فإنه يقتضي عدم كون المسموع قرآنا لحدوثه قطعا) إذ هو مركب مما لا يجتمع في الوجود معابل ينعدم المتقدم عند وجود المتأخر (قلنا) ما ذكرتم (مشترك الالزام) لأن الحروف والأصوات التي يتكلم بها الله علي مذهبكم قد انتفت وما يتكلم به حروف وأصوات أخر فما تسمعه أوليس كلام الله فقد لزمكم الكفر أيضا ولا مفر لكم (إلا أن تقولوا ما نسمعه) وإن لم يكن كلامه حقيقة لكنه (حكاية كلام الله) فلا يلزمنا الكفر (فنقول) نحن (مثله) فلا يلزمنا أيضا * (الثالث) من أبحاث التكفير (قد كفر المجسمة بوجوه * الأول إن تجسمه جهل به وقد مر جوابه) وهو أن الجهل بالله من بعض الوجوه لا يضر * (الثاني إنه عابد لغير الله) فيكون كافرا (كعابد الصنم قلنا) أوليس المجسم عابدا لغير الله (بل) هو معتقد في الله الخالق الرازق العالم القادر ما لا يجوز عليه مما قد جاء به الشرع على تأويل ولم يؤله) فلا يلزم كفره (بخلاف عابد الصنم فإنه عابد لغير الله حقيقة * (الثالث لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وما ذلك) الكفر (إلا لأنهم جعلوا غير الله إلها فلزم الشرط وهؤلاء) المجسمة (كذلك لأنهم جعلوا الجسم الذي هو غير الله إلها قلنا ما ذكرتموه ممنوع والمستند ما تقدم) من أنه اعتقد في الله ما لا يجوز عليه فلم يجعل غير الله إلها حتى يكون مشركا (الرابع) من تلك الأبحاث (قد كفر الروافض
____________________
لا يقولون بخلق النفسي لعدم قولهم بذلك فلا يلزم أن يكونوا كافرين (قوله فكيف الستة والسبعة) الأظهر
(٣٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344