شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٩٧
أن ما يجده أحدنا في باطنه هو العزم على الطلب وتخليه وهو ممكن وليس بسفه وأما نفس الطلب فلا شك في كونه سفها بل قيل هو غير ممكن لأن وجود الطلب بدون من يطلب منه شئ محال (و) الجواب) عن الثاني أن الشئ القديم الصالح للأمور) المتعددة (قد يتعلق ببعض) من تلك الأمور (دون بعض كالقدرة القديمة) فإنها تتعلق ببعض المقدورات وهو ما تعلقت الإرادة به منها دون بعض فإن قيل مخصص القدرة هو الإرادة فلا بد في الكلام أيضا في مخصص ويعود الكلام إليه ويلزم التسلسل قلنا تعلق الكلام ببعض دون آخر كتعلق الإرادة لذاتها ببعض ما يصح تعلقها به دون بعض فلا تسلسل على ما مر (وأما المنقول فوجوه) الأول القرآن ذكر لقوله تعالى وهذا ذكر مبارك) وقوله (وإنه لذكر لك ولقومك مع قوله تعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) وقوله تعالى وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) فإنهما يدلان على أن الذكر محدث فيكون القرآن محدثا (الثاني) قوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) إذ معناه إذا أردنا شيئا قلنا له كن (فيكون) قوله (كن) وهو قسم من كلامه (متأخرا عن الإرادة) الواقعة في الاستقبال لكونه جزاء له (و) يكون (حاصلا قبيل كون الشئ) أي وجوده بقرينة الفاء
____________________
فيه كوننا مأمورين ومنهيين ضمنا وتبعا (قوله لأن وجود الطلب بدون من يطلب منه شئ محال) قالوا إنما يكون محالا إذا طلب من المعدوم أن يأتي بالفعل وقت عدمه وأما لو طلب منه أن يأتي به حال وجوده فلا والحق أن نفس الطلب من المعدوم وإن كان المطلوب الإتيان حال الوجود محل إشكال (قوله فلا بد في الكلام أيضا من مخصص) فإن قلت لم لا يجوز أن يكون مخصص تعلق الكلام كالقدرة هو الإرادة قلت لأن تعلق الكلام قديم عند الأشاعرة فلو كان مخصصه الإرادة لزم حدوثه (قوله كتعلق الإرادة لذاتها) فيه أن تخصص التعلق لذاته شأن الإرادة فقط ولو جوز في غيرها لصح تعلق القدرة لذاتها أيضا فلا يثبت صفة الإرادة على أن تعلق الكلام إذا كان لذاته يلزم إما الترجيح بلا مرجح أو الايجاب في الأوامر والنواهي ويصير التكليف واجبا عليه تعالى وأيضا يشكل النسخ وسيشير إلى جوابهما (قوله فإنهما يدلان على أن الذكر محدث) يرد عليه أنهما لا يدلان على أن كل ذكر محدث لأن قوله محدث صفة لقوله ذكر فلا يتكرر الوسط بل يكون القياس كقولنا زيد إنسان وكل إنسان كاتب فهو كذا (قوله الثاني قوله تعالى * إنما أمرنا لشئ الخ) فيه سهو إذ أوليس نظم الآية كما ذكره المصنف بل في صورة النحل هكذا إنما قولنا لشئ إذا أردناه وفي سورة يس هكذا إنما أمره إذا أراد شيئا الآية (قوله لكونه جزاء له) هذا إذا جعل إذا شرطية وإن جعلت ظرفية كان ظرف زمان خاص بالمستقبل بحسب الوضع فيكون المعنى إنما قولنا لشئ حين أردناه في المستقبل هو قولنا له كن فيكون قوله كن واقعا في الاستقبال والواقع فيه حادث فيكون قوله كن مع أنه كلام الله تعالى حادثا سواء أطلق عليه القرآن أو جعل القرآن حكاية عنه على أنه لا وجه للثاني كما
(٩٧)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344