شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٦١
والجار والحليف والناصر والأولى بالتصرف والسنة الأولى غير مرادة) ههنا (قطعا) فإن الحمل على المعتق والجار وابن العم يؤدي إلى الكذب والنبي عليه السلام لم يكن معتقا ولا حليفا لأحد والحمل على الناصر ممتنع فإن كل واحد يعلم من دينه ضرورة وجوب تولي المؤمنين بعضهم لبعض فتعين الحمل على الأولى بالتصرف لما ذكرناه (ولأنها أي المعاني المذكورة (تشترك في الولاية فيجب الحمل عليها) وجعل اللفظ حقيقة في هذا القدر المشترك (دفعا للاشتراك) اللفظي (الجواب منع صحة الحديث ودعوى الضرورة) في العلم بصحته لكونه متواترا (مكابرة كيف ولم ينقله أكثر أصحاب الحديث) كالبخاري ومسلم وأضرابهما وقد طعن بعضهم فيه كابن أبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي وغيرهما من أئمة الحديث (ولأن عليا لم يكن يوم الغدير مع النبي فإنه كان باليمن) ورد هذا بأن غيبته لا تنافي صحة الحديث إلا أن يروى هكذا أخذ بيد علي أو استحضره وقال (وإن سلم) أن هذا الحديث صحيح (فرواته) أي أكثرهم (لم يرووا مقدمة الحديث) وهي ألست أولى بكم من أنفسكم فلا يمكن أن يتمسك بها في أن المولى بمعنى الأولى (والمراد بالمولى) هو (الناصر بدليل آخر الحديث) وهو قوله وال من والاه الخ (ولأن مفعل بمعنى أفعل لم يذكره أحد) من أئمة العربية وقوله تعالى ومأواكم النار هي مولاكم أي مقركم وما إليه مآلكم وعاقبتكم ولهذا قال الله تعالى وبئس المصير وقد قيل المراد ههنا أيضا الناصر فيكون مبالغة في نفي النصرة على طريقة قولهم الجوع زاد من لا زاد له (و) الاستعمال أيضا يدل على أن المولى أوليس بمعنى الأولى (لجواز) أن يقال (هو أولى من كذا دون مولى من كذا و) أن يقال (أولى الرجلين
____________________
استحقاقه الإمامة في الحال لكن من أين يلزم نفي إمامة الأئمة الثلاثة قبله كما هو مدعاهم (قوله يؤدي إلى الكذب) فإن عليا رضي الله عنه أوليس بمعتق لمن كان النبي صلى الله عليه وسلم معتقا له وهو ظاهر ولا جارا لمن كان النبي عليه السلام جارا له ولا ابن عم لمن كان النبي عليه السلام ابن عم له فإنه عليه السلام ابن عم لجعفر وعلي أوليس كذلك بل ابن أبيه لأنه أخوه (قوله فإن كل أحد يعلم من دينه الخ) قيل يجوز أن يكون الغرض التنصيص على موالاته ونصرته ليكون أبعد عن التخصيص الذي يحتمله أكثر العمومات وليكون أولى بإفادة الشرف حيث قرن بموالاة النبي عليه السلام وهو ظاهر (قوله ولأن مفعل بمعنى افعل لم يذكره أحد) أجيب عنه بأن المولى بمعنى المتولي والمالك للأمر والأولى بالتصرف شائع في كلام العرب منقول من أئمة اللغة قال أبو عبيدة هي موليكم أي أولى بكم وقال عليه السلام أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها أي الأولى بها والمالك لتدبير أمرها ثم المراد إنه اسم لهذا المعنى لا صفة بمنزلة الأولى ليعترض
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344