صدق من ادعى أنه رسول الله والبحث فيها عن أمور ثلاثة (عن شرائطها وكيفية حصولها ووجه دلالتها) على
صدق مدعي الرسالة (البحث الأول) في شرائطها وهي سبع) الشرط (الأول أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه) من التروك وإنما اشترط ذلك (لأن التصديق منه) أي من الله تعالى (لا يحصل بما أوليس من قبله وقولنا أو ما يقوم مقامه ليتناول التعريف (مثل ما إذا قال معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون عليه) أي على وضع أيديكم على رؤسكم (ففعل وعجزوا فإنه معجز) دال على
صدقة (ولولا فعل لله ثمة فإن عدم خلق القدرة) فيهم على ذلك الوضع (أوليس فعلا) صادرا عنه تعالى بل هو عدم صرف (ومن جعل الترك وجوديا) بناء على أنه الكف (حذفه) لعدم
الحاجة إليه فالشرط عنده كون المعجزة من قبل الله وفي كلام الآمدي أن المعجز إن كان عدميا كما هو أصل شيخنا فالمعجز ههنا عدم خلق القدرة فلا يكون فعلا وإن كان وجوديا كما ذهب إليه بعض أصحابنا فالمعجز هو خلق العجز فيهم فيكون فعلا فلا حاجة إلى قولنا أو ما يقوم مقامه * الشرط الثاني أن يكون (المعجز) خارقا للعادة إذ لا إعجاز دونه فإن المعجز ينزل من الله منزلة التصديق بالقول كما سيأتي وما لا يكون خارقا للعادة معتادا كطلوع الشمس في كل يوم وبدو الأزهار في كل ربيع فإنه لا يدل على
الصدق لمساواة غيره إياه في ذلك حتى الكذاب في دعوى النبوة (وشرط قوم) في المعجز (أن لا يكون مقدورا للنبي) إذ لو كان مقدورا له كصعوده إلى الهواء ومشيه على الماء لم يكن نازلا منزلة التصديق من الله تعالى (وليس بشئ لأن قدرته مع عدم قدرة غيره عادة معجز) قال الآمدي هل يتصور كون المعجزة مقدورة للرسول أم لا اختلفت الأئمة فيه فذهب بعضهم إلى أن المعجز فيما ذكر من المثال أوليس هو الحركة بالصعود أو المشي لكونها مقدورة له بخلق الله فيه القدرة عليها إنما المعجز هناك هو نفس
____________________
إظهار الصدق في نفس الأمر فلا يصدق على السحر كما لا يخفى (قوله إن كان عدميا كما هو أصل شيخنا الخ) هذا المنقول من الآمدي مخالف لما مر في المقصد الثامن من مقاصد القدرة فلينظر فيه (قوله وشرط قوم الخ) قيل هذا مستدرك لأن معنى الشرط الأول أعني كون المعجزة فعل الله تعالى أن لا يكون للعبد دخل فيها بالكسب وجوابه إن معناه أن يكون مخلوقا له تعالى يؤيده ما ذكره الشارح في شرح الكشاف إن شرط المعجزة أن يكون صادرا من الله تعالى لأنها تصديق فعلي منه سبحانه وتعالى وحينئذ يكون معنى قوله وشرط قوم الخ أنه شرط قوم أن لا يكون مكسوبا للعبد أيضا ولا يقدح في هذا عدم قولنا بالقدرة المؤثرة للعبد أصلا كما لا يخفى ويؤيده أيضا ما سيذكره في جواب أول شبه الطائفة الخامسة القائلة بأن المعجزة لا تدل على الصدق (قوله كصعوده إلى الهواء الخ) فإنه مقدور له بأقدار الله تعالى