____________________
ويقطع مساءتها كذا في المظهر (قوله الحادي عشر) هذا خطأ من جهة العربية والصواب الحادية عشرة بأن يؤنث الحادية لكونها عبارة عن الصفة ولا يسقط التاء من عشر لأن سقوطها من الثلاثة إلى العشرة لما كان علامة التأنيث كما تقرر في النحو فلو سقطت فيما نحن فيه لزم اجتماع علامتي التأنيث التاء في حادية وسقوطها من عشرة لأن الاسمين تنزلا منزلة اسم واحد وبمثل هذا يقال في المذكر أحد عشرا ثم الدليل على أصل ما ذكرته هو الاستعمال وهذا الذي ذكر وجه المناسبة الذي اعتبروه فالمناقشة فيه لا تجدي كثير نفع واعلم أن تفسير التكوين بإخراج المعدوم من العدم إلى الوجود كما هو المشهور من مثبتيه تفسير بالعارض وإلا فالإخراج أمر نسبي لا يعقل له وجود في الخارج (قوله والمراد به التكوين) فيكون كلمة كن مجازا عنه وأما ما قيل من أنه جرت عادة الله تعالى بتكوين الأشياء لأوقاتها بكلمة أزلية هي كلمة كن ولا نعني بصفة التكوين إلا هذا فقد أجيب عنه بأنه يعود حينئذ إلى صفة الكلام ولا يثبت صفة أخرى على أن الأكثرين يجعلونه مجازا عن سرعة الايجاد والتكوين بما له من كمال العلم والقدرة والإرادة وأما ما قيل من أنه لا يلائم قولهم التكوين عين المكون إذ لا معنى لكون كلمة كن عين المكون فجوابه أن ذلك زعم الأشاعرة النافين لكونه صفة زائدة والقائل بكون التكوين هو كلمة كن الماتريدية المثبتون له (قوله وإنه غير القدرة) وغير الإرادة لأن الايجاد مسبوق بالإرادة (قوله للممكن ذاتي) قيل عليه يجوز أن يراد بالصحة الإمكان الاستعدادي وهو قرب وقوع المفعول فيجوز تعليله أجيب بأن هذا الاستعداد راجع إلى صحة الفعل وسيأتي بجوابه