____________________
الباري تعالى يراد به الكمال (قوله فلبا فلبى يدي مسور) لبا الأول بالألف فعل ماض وفاعله مستتر راجع إلى مسور والفاء فيه للعطف على دعوت ولبى الثاني بالياء الساكنة مصدر مثنى مضاف إلى ما بعده كما في لبيك على ما صرح به في الصحاح وليس على صيغة الماضي تأكيدا للأول كما يتوهم والفاء فيه للسببية والمعنى إني دعوت مسور الأجل ما أصابني من الحوادث حتى ينصرني فأجابني ثم قال فلبى يدي مسور أي فالب يدي مسورا لبابا بعد الباب أي أقيم في طاعته إقامة كثيرة قيل وإنما قال يدي مسور لأن مسورا أعانه باليد (قوله وهو في غاية الركاكة) لما فيه من تعطيل الدلالات ثم إنه إنما يظهر إذا لم يكن بالباء كما في الآية (قوله عن معنى معقول هو القدرة) وقد جوز أن يكنى به عن تعلق فعله بخلق آدم عليه السلام بلا توسط أسباب وآلات كما في بنيه فإنهم وإن كانوا مخلوقين له تعالى لكن ذلك الخلق يتعلق بهم مع أسباب وشرائط من انتقال نطفة الرجال إلى أرحام النساء واستقرارها فيها والامتزاج بين النطفين الحاصلتين مع الأغذية والأشربة وغير ذلك وإن كانت تلك الأسباب أيضا بخلقه تعالى وهذا الوجه أدخل في التقريع على إبليس كما لا يخفى لكنه لا يطرد في قوله تعالى يد الله فوق أيديهم فإنه ظاهر في القدرة بلا مرية وأيضا لا يظهر حينئذ وجه تثنية اليد (قوله تجري بأعيننا) قيل المراد الأعين التي انفجرت من الأرض وهو بعيد (قوله إنه صفة زائدة) الضمير راجع إلى العين لا العيان وإلا لقال صفتان زائدتان كما قال الآمدي (قوله مما لا يلتفت إليه) أبطل تأويل الآمدي ولم يذكر تأويلا صحيحا كما ذكر في أمثاله قيل وضع القدم والرجل من باب الاتساع والمجاز لم يرد بهما أعيانهما بل أراد بذلك ما يدفع شدتها ويسكن سورتها