شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ١١٠
من المعاني (فالتصوير) أي فعلية تصوير ذلك المعنى المراد أولا (ثم التقرير) والتحقيق بإقامة الدليل عليه ثانية (هذا) الذي أوردناه ههنا في إبطاله (منضم إلى ما سبق) في مباحث الأمور العامة (من أنه) أي القدم أمر (اعتباري) لا وجود له في الخارج فإنه يدل على بطلان مذهبه ودليله أيضا * الصفة (الثالثة الاستواء لما وصف تعالى بالاستواء في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى اختلف الأصحاب فيه فقال الأكثرون هو الاستيلاء ويعود الاستواء حينئذ (إلى) صفة (القدرة) قال الشاعر قد استوى عمرو على العراق * من غير سيف ودم مهراق أي استولى وقال الآخر فلما علونا واستوينا عليهم * تركناهم صرعى لنسر وطائر أي استولينا لا يقال الاستواء بمعنى الاستيلاء (يشعر بالاضطراب والمقاومة والمغالبة) أي يشعر بسبق هذه الأمور التي تستحيل في حقه تعالى (وأيضا لا فائدة لتخصيص العرش) لأن استيلاءه يعم الكل (لأنا نجيب عن الأول بمنع الإشعار) ألا ترى أن الغالب لا يشعر به كما في قوله تعالى والله غالب على أمره نعم ربما يفهم سبق تلك الأمور من خصوصية من أسند إليه الاستيلاء في أمر مخصوص (وعن الثاني بأن الفائدة) هي (الإشعار بالأعلى على الأدنى إذ مقرر في الأوهام أن العرش أعظم الخلق) فإذا استولى عليه كان مستوليا على غيره قطعا وهذا عكس ما هو المشهور من التنبيه بالأدنى على الأعلى وكلاهما صواب فإنه كما يفهم من حكم الأدنى حكم الأعلى إذا كان به أولى كذلك يفهم عكسه إذا كان الأدنى بالحكم أولى (وقيل هو) أي الاستواء ههنا (القصد) فيعود إلى صفة لإرادة (نحو) قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء) أي قصد إليها (وهو بعيد إذ ذلك تعدى بإلى) كالقصد (دون على) كاستيلاء (وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى أنه) أي الاستواء (صفة زائدة) ليست عائدة إلى الصفات السابقة وإن لم نعلمها بعينها (ولم يقم دليل عليه ولا يجوز التعويل) في إثباته (على الظواهر) من الآيات والأحاديث (مع قيام الاحتمال) المذكور وهو أن يراد به الاستيلاء أو القصد على ضعف فالحق التوقف مع القطع بأنه أوليس كاستواء الأجسام
____________________
بالإمكان (قوله إذ مقرر في الأوهام الخ) دفع لما يقال لعل لله تعالى مخلوقا أعظم منه (قوله إذ ذلك تعدى بإلى)
(١١٠)
مفاتيح البحث: دولة العراق (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344