شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ١١٨
للرؤية أيضا (ثم) نقول (يمتنع حملها) أي حمل الرؤية المطلوبة (عليه) أي على العلم الضروري (ههنا أما أولا فلأنه يلزم أن لا يكون موسى عالما بربه ضرورة مع أنه يخاطبه وذلك لا يعقل) لأن المخاطب في حكم الحاضر المشاهد وما هو معلوم بالنظر أوليس كذلك (وأما ثانيا فلأن الجواب ينبغي أن يطابق السؤل وقوله لن تراني نفي للرؤية) لا للعلم الضروري (بإجماع المعتزلة) فلو حمل السؤال على طلب العلم لم يطابقا أصلا * (الثاني) من وجوه الاعتراض على الأول (أنه) لم يسئله إراءة ذاته بل (سأل أن يريه علما) وأمارة (من أعلامه) وأماراته (الدالة على الساعة) وتقدير الكلام أنظر إلى علمك (فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه) فقال أنظر إليك (نحو واسئل القرية) أي أهلها فتكون الرؤية المطلوبة متعلقة بالعلم أيضا والمعنى أرني علما من أعلامك أنظر إلى علمك (وهذا تأويل الكعبي والبغداديين والجواب أنه خلاف الظاهر) فلا يرتكب إلا لدليل (و) مع ذلك (لا يستقيم أما أولا فلقوله لن تراني) فإنه نفي لرؤيته تعالى لا لرؤية علم من أعلام الساعة بإجماعهم فلا يطابق الجواب السؤال حينئذ (وأما ثانيا فلأن تدكدك الجبل) الذي شاهده موسى عليه السلام (من أعظم الأعلام) الدالة عليها (فلا يناسب قوله ولكن أنظر إلى الجبل المنع من رؤية الآية) أي العلامة الدالة على الساعة المستفاد من قوله لن تراني على هذا التأويل بل يناسب رؤيتها وأيضا قوله فإن استقر مكانه لا يلائم رؤيتها لأن الآية في تدكدك الجبل لا في استقراره * (الثالث)
____________________
بمستعمل في الموضوع له عند الشارح كما حققه في شرح المفتاح (قوله ضرورة مع أنه يخاطبه) أورد عليه أن المراد هو العلم بهويته الخاصة والخطاب لا يقتضي إلا العلم بوجه كمن يخاطبنا من وراء الجدار وأجيب بأن العلم بالهوية الخاصة بمعنى الانكشاف التام لا تكون إلا بالمشاهدة والعيان كما هو شأن جميع الجزئيات الحقيقية فيؤول إلى الرؤية وبمعنى العلم بكنه حقيقته الجزئيات أوليس بلازم للرؤية فلا يصح قولهم بل تجوز بها عن العلم الضروري لأنه لازمها نعم يراد أن يقال خطاب موسى عليه السلام إياه تعالى لا يفيد العلم به ضرورة إلا يرى أن تخاطبه تعالى مع أن وجوده تعالى ثابت عندنا بالبرهان لا بالضرورة وأما خطابه تعالى إياه فهو بمعنى خلق لفظ غير قائم به ودلالة لمخلوق على الخالق نظري اللهم إلا أن يقال سرعة الانتقال من الأثر إلى المؤثر يلحقه بالضروري فليتأمل (قوله بإجماع المعتزلة) لعله يريد إجماعهم قبل ظهور الزمخشري وإلا فقد قال هو في كشافه لن تراني أي لن تطيق معرفتي بهذه الطريقة (قوله من أعلامه الدالة على الساعة) وفي بعض النسخ من أعلامه الدالة على ذاته وهو المناسب لما في نهاية العقول وإن كان الظاهر من السياق والموافق للابكار هو الأولى (قوله وأيضا الخ) فيه بحث لأن المفهوم من الآية الكريمة على التوجيه المذكور أن استقرار الجبل أمارة إنه سيرى فيما يعد علامة دالة على ما ذكر لا أن نفس الاستقرار علامة له حتى لا يلائم فتأمل
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344