____________________
الرؤية عندهم هي التأثر المخصوص القوي الذي لا يوجد عند التغميض (قوله وإن جهله فالجاهل الخ) حاصله أن أن ثبوت الجهل يستلزم انتفاء النبوة والنبوة ثابتة فينتفي الجهل ويثبت العلم بالامتناع على تقدير تحققه ومعلوم الامتناع لا يسأله العاقل مع أن السؤال متحقق فتعين الإمكان (قوله وما علق على الممكن فهو ممكن) أورد عليه أنه يصح أن يقال أن انعدم المعلول انعدمت العلة والعلة قد يمتنع عدمه والسر فيه أن الارتباط بين الشرط والجزاء بحسب الوقوع لا الإمكان وذلك لأن إمكان الشئ ذاتي غير معلق على شئ وأجيب بأن انعدام العلة التامة على قاعدة الإسلام غير ممتنع إذ منها تعلق القدرة والإرادة يجوز انقطاعه وفيه أنه يشكل بالنسبة إلى الصفات وقد يجاب بأن المراد بالممكن المعلق عليه هو الذي في مرتبة الإمكان الصرف بحيث لا يشوبه امتناع لا من الذات ولا من الغير ولا شك في أن إمكان استقرار الجبل كذلك ولا كذلك انعدام المعلول فيما امتنع عدم علته وأما ما ذكر من السر فستعرف جوابه وفيه نظر لأن إرادة الله تعالى تعلقت بعدم استقراره عقيب النظر فاستحال استقراره لذلك وإن كانت استحالة بالعرض ويمكن أن يجاب عن أصل الاعتراض بمنع صحة ذلك القول لغة فتأمل (قوله بل على تقليب الحدقة) فإن قلت هذا أوليس كما ينبغي لأنه ممتنع بالنسبة إليه تعالى قلت مراده أن مقتضى اللفظ والتعدية بإلى الحمل على التقليب لكون النظر الموصول بإلى حقيقة فيه وأما امتناعه بالنسبة إليه تعالى فيندفع بجعل اللفظ كناية عن لازمه ومؤداه أعني الرؤية هذا غاية ما يقال وفيه نظر لأن اللفظ في الكناية أوليس