بعضهم: الكدرة في اللون خاصة، والكدورة في الماء والعين. هكذا في سائر النسخ، والصواب: والعيش (1)، والكدر، محركة في الكل.
وكدر لون الرجل، بالكسر، عن اللحياني، ويقال: كدر عيش فلان وتكدرت معيشته. ويقال: كدر الماء وكدر، ولا يقال: كدر إلا في الصب. كذا في اللسان، إلا أن الصاغاني أثبته فقال: كدر الماء أيضا: تكدر، لغة ثالثة في كدر وكدر، بالكسر والضم. وفي الأساس: كدر عيشه وتكدر من المجاز. ومنه: خذ ما صفا ودع ما كدر. وكذا قولهم: كدر علي فؤاده (2)، وهو كدر الفؤاد علي.
والكدرة، محركة، من الحوض: طينه وكدره عن ابن الأعرابي. وقال مرة: أو كدرته: ما علاه من طحلب ونحوه، كعرمض (3)، والكدرة أيضا: السحاب الرقيق لا يواري السماء، قاله أبو حنيفة، كالكدري والكداري، بضمهما، ولم أر أحدا وصف السحاب بهما، بل هما من صفات الطير، كما يأتي في آخر المادة عن ابن الأعرابي. وقال الليث: الكدرة، بالتحريك: القلاعة الضخمة المثارة من مدر الأرض قال العجاج:
وإن أصاب كدرا مد الكدر * سنابك الخيل يصدعن الأير قال: الكدر جمع الكدرة، وهي المدرة التي تثيرها السن وهي ها هنا ما تثير سنابك الخيل. قال: والكدرة أيضا: القبضة المحصودة المتفرقة من الزرع ونحوه، الكدر، محركة، قال ابن سيده: وحكاه أبو حنيفة.
ومن المجاز: انكدر يعدو: أسرع بعض الإسراع، وفي الصحاح: أسرع وانقض، ومنه قول العجاج في صفة البازي:
* أبصر خربان فضاء فانكدر * ومن المجاز: انكدر عليه القوم: انصبوا أرسالا. وفي البصائر: أي قصدوا متناثرين عليه، قال: ومنه قوله تعالى: (وإذا النجوم انكدرت) (5) أي تناثرت.
ومن المجاز: أطعمنا الكديراء كحميراء: حليب ينقع فيه تمر برني. وقيل: هو لبن يمرس بالتمر يسمن به النساء. وقال كراع: هو صنف من الطعام، ولم يحله. وقال الزمخشري: سميت لكدرة لونها.
وحمار كدر (6) بضمتين، وكندر وكنادر، بضمهما: غليظ، ويقال أتان كدرة (7). وذهب سيبويه إلى أن كندرا رباعي، وقد ذكره المصنف هناك.
وبنات الأكدر: حمير وحش منسوبة إلى فحل منها.
وأكيدر كأحيمر: تصغير أكدر: صاحب دومة الجندل، جاء ذكره في الحديث.
والكدراء: د، باليمن شمالي زبيد ينسب إليه الأديم، وفي المعجم: هو من زاب تهامة اليمن، وهو ومور والمهجم من أعظم أودية اليمن. قلت: وكانت الخطابة والتدريس به لبني أبي الفتوح من الناشريين.
والأكدر اسم. والأكدر: السيل القاشر لوجه الأرض، نقله الصاغاني. أكدر: اسم كلب.
وكودر، كجوهر: ملك من ملوك حمير، عن الأصمعي. قال النابغة الجعدي:
ويوم دعا ولدانكم عبد كودر * فخالوا لدى الداعي ثريدا مقلقلا أو عريف كان للمهاجر بن عبد الله الكلابي، كما نقله الصاغاني.
وكدر الماء يكدره كدرا، من حد نصر: صبه.
والأكدرية في الفرائض: مسألة مشهورة، وهي: زوج، وأم، وجد وأخت لأب وأم، وأصلها من ستة، وتعول لتسعة، وتصح من سبعة وعشرين، قاله شيخنا. لقبت بها لأن عبد الملك بن مروان سأل عنها رجلا يقال له أكدر فلم