تاج العروس - الزبيدي - ج ٤ - الصفحة ١٣١
والمصايحة والتصايح: أن يصيح القوم بعضهم ببعض ". وقد صايحه وصايح به: ناداه (1). وصح لي بفلان: ادعه لي. من المجاز: " صاحت النخلة: طالت ". ويقال: بأرض فلان شجر صاح. ومن المجاز: صاح " العنقود " يصيح: إذا " استتم خروجه من كمته " - وفي بعض النسخ أكمته (2)، وهي الأكمام - " وطال، وهو " في ذلك " غض ". وقول رؤبة:
* كالكرم إذ نادى من الكافور * إنما أراد صاح؛ فيما زعم أبو حنيفة (3).
وصيح بهم "، إذا " فزعوا. و " صيح: " فيهم " إذا " هلكوا ". وقال امرؤ القيس:
دع عنك نهبا صيح في حجراته * ولكن حديث ما حديث الرواحل وقول الله عز وجل " فأخذتهم " الصيحة " (4) " يعني " العذاب ". والصيحة أيضا: الغارة إذا فوجئ الحي بها.
والصائحة: صيحة المناحة "، يقال: ما ينتظرون إلا مثل صيحة الحبلى، أي شرا سيعاجلهم.
ومن المجاز: عن ابن السكيت: يقال: " غضب من غير صيح ولا نفر "، بفتح فسكون فيهما، أي من غير شيء صيح به، قال:
كذوب محول يجعل الله جنة * لأيمانه من غير صيح ولا نفر " أي " من غير " قليل ولا كثير ". ويقال أيضا: لقيته قبل كل صيح ونفر. الصيح: الصياح.
والنفر: التفرق، وكذلك (5) إذا لقيته قبل طلوع الفجر؛ كذا في أمثال الميداني.
وتصيح " الشيء: تكسر، و " البقل "، مثل " تصوح "، قد تقدم.
وصيحته الشمس " و " صوحته " ولوحته: إذا أذوته وآذته، كما في النوادر.
ومن المجاز: " تصايح غمد (6) السيف "، إذا " تشقق "، كما تقول: تداعى البنيان.
ومن المجاز: غسلت رأسها بالصياح. " الصياح، ككتان: عطر أو غسل "، بالكسر، من الخلوق ونحوه، كقولهم: عجت له ريحة (7). الصياح: " علم. وبهاء نخل باليمامة ". " والصيحاني ": ضرب " من تمر المدينة "، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. قال الأزهري: هو أسود صلب الممضغة، " نسب إلى صيحان "، اسم " لكبش كان يربط إليها "، أي إلى تلك النخلة، فأثمرت تمرا صيحانيا (8) فنسب إلى صيحان؛ " أو اسم الكبش الصياح "، ككتان، " وهو من تغييرات النسب كصنعاني " في صنعاء.
فصل الضاد المعجمة مع الحاء المهملة [ضبح]: ضبح الخيل كمنع "، هكذا في سائر النسخ، والأولى: ضبحت الخيل، في عدوها تضبح " ضبحا "، بفتح فسكون، " وضباحا " بالضم: " أسمعت من أفواهها صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة ". وقيل: تضبح: تنحم، وهو صوت أنفاسها إذا عدون، قال عنترة:
والخيل تعلم حين تض * بخ في حياض الموت ضبحا والضباح: الصهيل.
أو " ضبحت، إذا " عدت " عدوا " دون التقريب ". وفي التنزيل: " والعاديات ضبحا " (9) كان ابن عباس يقول: هي الخيل تضبح. وهذا القول قدمه الجوهري في الصحاح، ونقله عن أبي عبيدة، قال: ضبحت الخيل ضبحا: مثل

(1) عبارة الأساس: وصاح به، وصيح به، وصايحه: ناداه.
(2) وهي رواية القاموس واللسان.
(3) زيد في اللسان: فلم يستقم له، فإن كان إنما فر إلى نادى من صاح، لأنه لو قال: صاح من الكافور لكان الجزء مطويا، رؤبة أن يسمله من الطي فقال: نادى، فتم الجزء.
(4) سورة المؤمنون الآية 41.
(5) في مجمع الأمثال: وذلك.
(6) في الأساس: وتصاريح جفن السيف.
(7) في الأساس: رائحة.
(8) بهامش المطبوعة المصرية: " كذا في اللسان، والأولى إسقاطه " وكلمة: صيحانيا موجودة في التهذيب.
(9) الآية الأولى من سورة العاديات.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست