إنما هو جمع منزاح، وهي التي تأتي إلى الماء من بعد.
ونزح القوم، وفي بعض النسخ: أنزح القوم (1): نزحت مياه آبارهم. ومحمد بن نازح، محدث، روى عن لليث بن سعد، كره الأمير والحافظ ابن حجر.
وقول الجوهري: قال ابن هرمة يرثي ابنه:
فأنت من الغوائل حين ترمى * ومن ذم الرجال بمنتزاح اشبع فتحة الزاي فتولدت الألف، هكذا في اللسان وغيره، وهو سهو منه، وإنما يمدح القاضي (2) جعفر بن سليمان بن علي الهاشمي. ووجدت في هامش نسخة الصحاح مما وجد بخط أبي سهل، أن البيت من قصيدة مدح بها بعض القرشيين، من اسمه محمد، وكان قاضيا لجعفر بن سليمان بن علي، وفيها:
رأيت محمدا تحوي يداه * مفاز الخارجات من القداح فليظر هذا مع قول المصنف ومع قول شيخنا.
قلت: لا سهو، فإن القصيدة مشتملة على الأمرين رثاء الولد ومدح جعفر، فلا منافاة ولا سهو.
* ومما يستدرك عليه:
أنزحه، وماء لا ينزح ولا ينزح، أي لا ينفد.
ومن المجاز: أنت من الذم بمنتزح. ويقال: شرك سرح، وخيرك نزح، أي قليل، كما في الأساس.
[نسح]: النسح، بالفتح، والنساح، كغراب: ما تحات عن التمر من قشره وفتات أقماعه ونحوهما، وفي نسخة ونحو ذلك، وهي الموافقة للأصول مما يبقى في أسفل الوعاء، كذا عن الليث.
وقال الجوهري: نسح التراب، كمنع: أذراه، كذا نقله في اللسان. وهذه المادة مكتوبة في نسختنا بالحمرة بناء على أنها من الزيادات على الجوهري، فلينظر هذا (3) ونسح الرجل، كفرح، نسحا طمع.
والمنساح، بالكسر: شيء ينسح به التراب، أي يذرى، هكذا في النسخ عندنا، وفي بعضها يدفع به التراب (4) أو يذرى، وفي بعض منها يدفع به التراب ويذرى به (5).
ونساح، كسحاب وكتاب، الفتح عن العمراني، والكسر رواه الأزهري: واد باليمامة لآل وزان (6) من بني عامر، قاله نصر. وقيل: واد يقسم عارض اليمامة، أكثر أهله النمر بن قاسط. ونساح أيضا موضع أظنه بالحجاز، وذكره الحفصي في نواحي اليمامة، وقال: هو واد، وعن ثعلب أنه جبل، وأنشد يوعد خيرا وهو بالزحزاح * أبعد من رهوة من نساح ومثله قال السكري وله يوم، م أي معروف.
ونسيح، كمصغر نسيح: واد آخر بها، أي باليمامة.
وقال الأزهري: ما كره الليث في النسح لم أسمعه لغيره، قال: وأرجو أن يكون محفوظا.
* ومما يستدرك عليه:
مما نقله شيخنا عن القاضي أبي بكر بن العربي في عارضته فإنه قال: نسجت الثوب بالجيم (7): جمعت خيوطه حتى يتم ثوبا، ونسخت بالحاء المهملة، إذا نحت القدر حتى يصير وعاء ضابطا لما يطرح فيه من طعام وشراب.
[نشح]: نشح الشارب، كمنع، ينشح نشحا، بفتح وسكون، ونشوحا، بالضم وانتشح، إذا شرب شربا قليلا دون الري، قال ذو الرمة:
فانصاعت الحقب لم يقصع صرائرها * وقد نشحن فلا ري ولا هيم (8)