تاج العروس - الزبيدي - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
ضبعت، وهو السير. وكان علي رضوان الله عليه يقول: هي الإبل تذهب إلى وقعة بدر، وقال: ما كان معنا يومئذ إلا فرس كان عليه المقداد، والضبح في الخيل أظهر عند أهل العلم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما ضبحت دابة قط إلا اللغة: من جعلها للإبل جعل ضبحا بمعنى " ضبعا " يقال: ضبحت الناقة في سيرها وضبعت، إذا مدت ضبعيها في السير. وفي كتاب الخيل لأبي عبيدة: هو أن يمد الفرس ضبعيه إذا عدا حتى كأنه على الأرض طولا، يقال: ضبحت وضبعت، وأنشد:
* إن الجياد الضابحات في العدد (1) * وقال السهيلي في الروض: الضبح نفس الخيل والإبل إذا أعيت.
وضبحت " النار " والشمس " الشيء " كالعود والقدح واللحم وغيرها تضبحه ضبحا: " غيرته " ولوحته. وفي التهذيب: غيرت لونه (2) وقيل: ضبحته النار: غيرته " ولم تبالغ ". وفي اللسان: ضبح العود بالنار يضبحه ضبحا: أحرق شيئا من أعاليه، وكذلك اللحم وغيره. وفي التهذيب: وكذلك حجارة القداحة إذا طلعت كأنها متحرقة مضبوحة. وضبح القدح بالنار: لوحه.
وقدح ضبيح ومضبوح: ملوج. قال:
وأصفر مضبوح نظرت حواره * على النار واستودعته كف مجمد (3) أصفر: قدح، وذلك أن القدح إذا كان فيه عوج ثقف بالنار حتى يستوي " فانضبح " انضباحا.
ويقال: انضبح لونه، إذا تغير إلى السواد قليلا.
" والضبح، بالكسر: الرماد "، لتغير لونه.
وضباح " كغراب: صوت الثعلب "، نقله الأزهري عن الليث. تقول: ما سمعت إلا نباح الأكالب وضباح الثعالب.
وفي حديث ابن الزبير: " قاتل الله فلانا، ضبح ضبحة الثعلب وقبع قبعة القنفذ ". وفي اللسان: ضبح الأرنب والأسود من الحيات والبوم والصدى والثعلب والقوس، إذا صوت، قال ذو الرمة:
سباريت يخلو سمع مجتاز ركبها (4) * من الصوت إلا من ضباح الثعالب والهام تضبح ضباحا. ومنه قول العجاج:
* من ضابح الهام وبوم بوام * وضباح ": ع. ومحدث "، وفي نسخة: واسم. " والمضبوحة: حجارة القداحة " التي كأنها محترقة. والمضبوح: حجر الحرة، لسواده.
والضبيح "، كأمير: اسم " أفراس: للريب بن شريق، كأمير، " وللشويعر محمد بن حمران " الجعفي، " وللحازوق "، بالحاء المهملة، فاعول من حزق " الحنفي الخارجي "، رثته ابنته، وسيأتي، " وللأسعر "، وفي نسخة: الأسعد " الجعفي، ولداوود بن متمم " بن نويرة.
وضبيح، " كزبير: فرسان للحصين بن حمام، ولخوات بن جبير " الصحابي (5). " وضبح بالفتح " فسكون، اسم " الموضع الذي يدفع منه أوائل الناس من عرفات ".
وضباح " كشداد ابن إسماعيل الكوفي، و " ضباح " بن محمد بن علي، محدثان ". " والضبحاء: القوس وقد عملت فيها النار " فغيرت لونها. وقد ضبحت تضبح ضبحا: صوتت. أنشد أبو حنيفة: حنانة من نشم أو تولب (6) * تضبح في الكف ضباح الثعلب والمضابحة: المقابحة والمكافحة " والمدافعة عنك.

(1) في التهذيب واللسان " غدر " في الغدر.
(2) في التهذيب: غيرت لونه ولوحته.
(3) بهامش المطبوعة المصرية: " قوله جواره كذا في النسخ، والذي في اللسان هنا وفي مادة ح و ر: حواره إنما يعني بحواره وحويره: خروج القدح من النار " وانظر اللسان مادة جمد.
(4) في ديوانه ص 58: خرقها بدل ركبها.
(5) في التكملة: والضبيح فرس خوات بن جبير.
(6) كذا بالأصل، وفي اللسان: أو تولب. والتولب: ولد الأتان إذا استكمل الحول. وهو لا يناسب السياق هنا، ولعله " التألب " بالهمزة فهي مناسبة أكثر، فالتألب شجر تسوى منها القسي، وهذا يناسب ورود كلمة نشم، فالنشم معناها شجر القسي أيضا.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست