وعبد اللطيف بن رشيد التكريتي، التاجر، حدث عن النجيب الحراني.
وأحمد بن رشد بن خيثم الكوفي، محركة، عن عمه، وعنه أبو حاتم وغيره، قاله ابن نقطة.
[رصد]: رصده بالخير وغيره، يرصده رصدا، بفتح فسكون، على القياس ورصدا، محركة، على غير قياس، كالطلب ونحوه: رقبه، فهو راصد، كترصده، وارتصده.
والراصد بالشيء: الراقب به ولذلك سمي به الأسد. والرصيد: السبع الذي يرصد الوثوب، أي يترقب ليث.
والرصود، كصبور: ناقة ترصد شرب غيرها من الإبل لتشرب هي (1).، وفي الأساس، والمحكم: ثم تشرب هي. وروى أبو عبيد، عن الأصمعي، والكسائي: رصدت فلانا أرصده، إذا ترقبته.
وأرصدت له: أعددت (2).
قلت: وبه فسر بعض المفسرين قوله تعالى: " والذين اتخذ مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " (3).
قالوا: كان رجل يقال له أبو عامر الراهب، حارب النبي، صلى الله عليه وسلم ومضى إلى هرقل، وكان أحد المنافقين، فقال المنافقون الذين بنوا المسجد الضرار: نقضي فيه حاجتنا، ولا يعاب علينا، إذا خلونا، ونرصده لأبي عامر مجيئه من الشام أي نعده.
قال الأزهري: وهذا صحيح من جهة اللغة.
وقال الزجاج: أي ننتظر أبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه. والإرصاد: الانتظار.
ومن المجاز: أرصدت له: كافأته بالخير، هذا هو الأصل، أو بالشر، جعله بعضهم فيه أيضا. وأنشد لعبد المطلب حين أرادت حليمة أن ترحل بالنبي صلى الله عليه وسلم، إلى أرضها:
لاهم رب الراكب المسافر * احفظه لي من أعين السواحر وحية ترصد في الهواجر * فالحية لا ترصيد إلا بالشر.
ويقال: أنا لك مرصد بإحسانك حتى أكافئك به.
قال الليث: والمرصد، كمذهب، والمرصاد كمفتاح الطريق، كالمرتصد. قال الله عز وجل: " واقعدوا لهم كل مرصد " (4). قال الفراء: معناه اقعدوا لهم على طريقهم إلى البيت الحرام. وقال ابو منصور: على كل طريق (5).
وقال الله عز وجل " إن ربك لبالمرصاد " (6) معناه لبالطريق، أي بالطريق الذيم ممرك عليه. وقال الزجاج: أي يرصد من كفر به وصد عنه بالعذاب. وقال ابن عرفة: أي يرصد كل إنسان حتى يجازيه بفعله.
وعن ابن الأنباري: المرصاد: المكان الذي يرصد فيه العدو، كالمضمار، الموضع الذي يضمر (7) فيه الخيل من ميدان السباق ونحوه. وجمع المرصد: المراصد.
وقال الأعمش في تفسير الآية: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب.
والرصدة، بالضم: الزبية.
والرصدة حلقة من صفر أو فضة في حمائل السيف، يقال: رصدت لها رصدة.
وقال أبو عبيد: كان قبل هذا المطر له رصدة. الرصدة بالفتح: الدفعة من المطر والجمع: رصاد. والرصد، محركة: الراصدون، ويقال المرتصدون، وهو اسم للجمع.
وفي التنزيل: فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه