فعولة. وهذه عن الصاغاني، والرادة بتسهيل الهمزة (1)، فهي ست لغات.
والرودة: أصل اللحي (2)، كذا في النسخ التي بأيدينا وفي بعضها: والرودة وأصل اللحي، بناء على أن الرودة وأصل اللحي، بناء على أن الرودة مسهلة عن الهمزة، معطوفة على ما قبلها. وأصل اللحي كلام مستقل فتكون اللغأت سبعة (3). قال شيخنا: وبعضهم أوصلها إلى ثمانية، بتجريد المسهل من الهاء أيضا. قلت: وهو يشير إلى ما ذكرنا. ثم إن الذي في الأساس وغيره: أن قولهم جارية رأدة من المجاز، تقول: امرأة رادة، غير رادة: ناعمة غير طوافة، تخفيف (4) الأول جائز، والثاني واجب.
وفي اللسان: الغصن الذي نبت من سنته أرطب ما يكون وأرخصه: رؤد، والواحدة: رؤدة. وسميت الجارية رودا، تشبيها به.
ومن المجاز: ضربه في رأده، الرأد والرؤد، بالفتح والضم: أصل اللحي الناتئ تحت الأذن، وقيل: أصل الأضراس في اللحي. وقيل الرأدان: طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في أعلاهما، وهما المحددان الأحجنان المعلقان في خرتين دون الأذنين.
وقيل: طرف كل غصن: رؤد والجمع أرآد، وأرائد نادر وليس بجمع جمع، إذ لو كان ذلك لقيل: أرائيد. أنشد ثعلب:
ترى شئون رأسه العواردا * الخطم واللحيين والأرائدا والرؤد بالضم التؤدة، قال:
* كأنه ثمل يمشي على رود * (5) احتاج إلى الردف فخفف همزة الرؤد، ومن جعله تكبير رويد لم يجعل أصله الهمزة.
ورواه أبو عبيد:
* كأنها ثمل من يمشي على رود * فقلب " ثمل " وغير بناءه. قال ابن سيده: وهو خطأ.
ومن المجاز: ترأد الرجل ترؤدا: اهتز نعمة وتثنى. وكذا ترأدت الجارية ترؤدا كارتأد ارتئادا. وترأدت الريح: اضطربت وتمايلت يمينا وشمالا.
ومن المجاز: ترأد زيد: قام فأخذته رعدة، وتميل عند قيامه.
وترأد الغصن: تفييأ وتذبل وتثنى وترأد العنق: التوى والشيء: ذهب وجاء.
ومن المجاز: لقيته رأد الضحى، وارائد الضحى، وهذه عن الصاغاني ورأده: ارتفاعه حين يعلو النهار، الأكثر يمضي من النهار خمسه، وفوعة النهار بعد الرأد.
والرأد: رونق الضحى وقيل هو بعد انبساط الشمس، وارتفاع النهأر، وقد تراءد وترأد.
ورأد الأرض: خلاؤها، يقال ذهبنا في رأد الأرض. نقله الصاغاني.
* ومما يستدرك عليه:
ترأدت الحية اهتزت في انسيابها وأنشد:
كأن زمامها أيم شجاع * ترأد في غصون مغضئله (6) وهو مجاز، كما في الأساس.
[ربد]: ربد، كنصر، بالمكان ربودا بالضم، إذا أقام فيه، ومنه أخذ المربد.
وربد ربودا: حبس، عن ابن الأعرابي. قيل ومنه أخذ المربد كمنبر: المحبس.
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أن مسجده كان مربدا ليتمين في حجر معاذ (7) بن عفراء، فجعله للمسلمين، فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا.