فسمعته يقول: " أنا أكرم على الله من ناقة صالح ﴿تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب﴾ (1) ليس يفصح بالآية ولا بالكلام، أي شيء هذا؟
قال: قلت: أعزك الله تعالى توعدك، أنظر ما يكون بعد ثلاثة أيام.
فلما كان من الغد أطلقه واعتذر إليه، فلما كان اليوم الثالث وثب عليه باغر وبغلون أوتامش وجماعة معهم، فقتلوه وأقعدوا المنتصر ولده خليفة (2).
2 - وقد منعه المتوكل من الخروج عن داره، وفرض عليه إقامة جبرية استمرت طيلة حكمه وبعد حكمه، ففي حديث يوسف بن يعقوب النصراني الذي ذكرناه كاملا في المعاجز، قال: صرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط، فنزلت في دار، وقلت: يجب أن أوصل هذه المئة دينار إلى ابن الرضا قبل مصيري إلى دار المتوكل، وقبل أن يعرف أحد قدومي، وعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب وأنه ملازم لداره (3)... الحديث.
قاسى الإمام من بني العباس * ما ليس في الوهم وفي القياس كم مرة من بعد مرة حبس * وهو بما يراه منهم محتبس حتى قضى بالغم عمرا كاملا * فسمه المعتز سما قاتلا قضى شهيدا في ديار الغربة * في شدة ومحنة وكربه (4)