جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ [مولاي] أمير المؤمنين.
فقال: اسكت مولاك هو الحق، فلا تحتشمني، فإني على مذهبك. فقلت: الحمد لله.
فقال: تحب أن تراه؟ قلت: نعم. قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد.
قال: فجلست فلما خرج، قال لغلامه: خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه، قال: فأدخلني إلى الحجرة، وأومأ إلى بيت، فدخلت فإذا هو (عليه السلام) جالس على صدر حصير، وبحذاه قبر محفور، قال:
فسلمت، فرد [علي السلام] ثم أمرني بالجلوس، فجلست.
ثم قال: يا صقر، ما أتى بك؟ قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك.
قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال: يا صقر، لا عليك، لن يصلوا إلينا بسوء. فقلت: الحمد لله (1).
3 - ومنها ما روى ابن أرومة، قال: خرجت إلى سر من رأى أيام المتوكل فدخلت إلى سعيد الحاجب، ودفع المتوكل أبا الحسن (عليه السلام) إليه ليقتله، فقال لي:
أتحب أن تنظر إلى إلهك! فقلت: سبحان الله، إلهي لا تدركه الأبصار! فقال: الذي تزعمون أنه إمامكم؟ قلت: ما أكره ذلك، قال: قد أمرت بقتله، وأنا فاعله غدا، فإذا خرج صاحب البريد فادخل عليه، فخرج ودخلت وهو جالس وهناك قبر يحفر، فسلمت عليه وبكيت بكاء شديدا، فقال: ما يبكيك؟ قلت: ما أرى. قال:
لا تبك إنه لا يتم لهم ذلك، وإنه لا يلبث أكثر من يومين حتى يسفك الله دمه