أخرى، من أين يعرف هذا الخادم اسمي وليس في هذا البلد أحد يعرفني ولا دخلته قط؟!
قال: فخرج الخادم وقال: المائة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها. فناولته إياها وقلت: هذه ثالثة، ثم رجع إلي وقال: ادخل، فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده، فقال: " يا يوسف، أما بان لك؟ " فقلت: يا مولاي، قد بان من البراهين ما فيه كفاية لمن اكتفى. فقال: " هيهات هيهات، أما إنك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شيعتنا. يا يوسف، إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا والله، إنها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت، فإنك سترى ما تحب ".
قال: فمضيت إلى باب المتوكل، فقلت كلما أردت وانصرفت.
قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد هذا وهو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات على النصرانية، وأنه أسلم بعد موت والده، وكان يقول: أنا بشارة مولاي (عليه السلام) (1).
4 - وعن علي بن مهزيار، قال: إنه صار إلى سر من رأى، وكانت زينب الكذابة ظهرت وزعمت أنها زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأحضرها المتوكل وسألها، فانتسبت إلى علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام)، فقال لجلسائه:
كيف بنا بصحة أمر هذه، وعند من نجده؟ فقال الفتح بن خاقان: ابعث إلى ابن الرضا فأحضره حتى يخبرك بحقيقة أمرها.