فقال لي: يا يحيى أنزل (1) أنت من بقي من أصحابك ليدفن (2) من [قد] مات من أصحابك. [ثم قال:] فهكذا يملا الله هذه البرية قبورا.
قال [يحيى]: فرميت بنفسي عن دابتي وعدوت إليه فقبلت ركابه ورجله، وقلت:
أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأنكم خلفاء الله في أرضه، وقد كنت كافرا، وإنني الآن قد أسلمت على يديك يا مولاي.
قال يحيى: وتشيعت ولزمت خدمته (3) إلى أن مضى. (4) 3 - ومنها: أن هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال: كان بديار ربيعة كاتب نصراني (5) وكان من أهل كفرتوثا (6)، يسمى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة، قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟
قال: قد دعيت إلى حضرة المتوكل، ولا أدري ما يراد مني، إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار، وقد حملتها لعلي بن محمد بن بن الرضا عليهم السلام معي.