ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه وكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه ينادي ويقول بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة فأنزل الله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) وفي تلك الليلة أنشأ علي (ع) يقول:
وقيت بنفسي خير من وطئ الثرى * وأكرم خلق طاف بالبيت والحجر وبت أرعى منهم ما يسوئني * وقد صبرت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في النار آمنا * وما زال في حفظ الإله وفي الستر قال وأصبح قريش وقد خرجوا في طلب النبي يقصون اثره في شعاب مكة وجبالها فلم يتركوا موضعا لم يأتوه حتى أنهم وقفوا على باب الغار الذي فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدوا العنكبوت ناسجا على بابه ووجدوا حمامتين وحشيتين قد نزلتا بباب الغار وباضتا فقال لهم عتبة بن ربيعة ما وقوفكم هيهنا لو دخل محمد هذا الغار لخرق هذا النسخ الذي ترون ولطار الحمامتان وجعل القوم يتكلمون فحزن أبو بكر وخاف فقال له النبي (ص) يا أبا بكر نحن اثنان والله ثالثنا فما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن أن الله معنا.
أقول وروى أنه لما سمع أبو بكر قعقعة الرجال أراد أن يتكلم حتى يسمعوا كلامه ويأتون إلى النبي فأخرسه الله تعالى فمد أصبعه فأمر الله تعالى عقربا هناك فلدغه فجذبها إلى نفسه وفي قصة الغار يقول الأرزي رحمه الله:
أو لا ينظرون ماذا دهتهم * قصة الغار عن مساوي دهاها يوم طافت طوائف الحزن حتى * أوهنت من حبا عتيق قواها أن يكن مؤمنا فكيف عدته * يوم خوف سكينة وعداها أن للمؤمنين فيها نصيبا * وهو يوم الوبال أقصى وقاها كم وكم صحبة جرت حيث لا * ايمان والله في الكتاب حكاها وكذا في براءة لم يبسمل * حيث جلت بذكره بلواها ثم سلها من بعد مارد عنها * صاحب الغار غاثبا من فلاها