جرعة أصابت هامتي فوجدت بردها على فؤادي، فقال النبي (ص) بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت وخادمك جبرئيل اما الماء من نهر الكوثر واما السطل والمنديل فمن الجنة كذا اخبرني جبرئيل، كذا اخبرني جبرئيل.
(خبر النوق) عن أبي حمزة الثمالي، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس: قال لما قبض النبي (ص) وجلس أبو بكر ونادى في الناس: ألا من كان له على رسول الله عدة أو دين فليأتي أبا بكر وليأتي معه بشاهدين، ونادى علي (ع) بذلك على الاطلاق من غير طلب شاهدين، فجاء اعرابي متلثم متقلد سيفه متنكبا كنانته وفرسه لا يرى منه إلا حافره ودخل على أبي بكر وسلم عليه ثم قال إن لي على رسول الله مائة ناقة حمراء بأزمتها وأثقالها موقرة ذهبا وفضة بعبيدها، فقال أبو بكر يا أخا العرب سألت ما فوق العقل والله ما خلف فينا رسول الله لا صفراء ولا حمراء ولا بيضاء وخلف فينا بغلته الدلدل ودرعه الفاضلة فأخذها علي بن أبي طالب وخلف فدكا فأخذتها بحق ونبينا لا يورث، فصاح سلمان الفارسي رحمه الله (كردى ونكردى حق أمير بردي) رد العمل على أهله، ثم ذهب سلمان بالأعرابي إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له منذ بصر به مرحبا بطالب عدة والده من رسول الله (ص)، فقال ما عدة أبي يا أبا الحسن قال (ع) ان أباك قدم على رسول الله وقال اني ضعيف الحال وانا رجل مطاع في قومي فما تجعل لي إن دعوتهم إلى الاسلام فأسلموا؟ فقال (ص) من امر الدنيا أم الآخرة؟ قال وما عليك ان تجمعهما لي يا رسول الله وقد جمع الله لأناس كثيرة، فتبسم رسول الله (ص) وقال أجمع لك خير الدنيا والآخرة، أما الآخرة فأنت رفيقي في الجنة، وأما في الدنيا فقل ما تريد، قال مائة ناقة حمراء بأزمتها وعبيدها موقرة ذهبا وفضة، ثم قال وإن دعوتهم فأجابوني وقضى علي الموت ولم ألقك فتدفع ذلك إلى ولدي، فقال (ص) نعم، قال وإن اتيتك قد رفعك الله ولم ألقك يكون من بعدك من يقوم عنك فيدفع ذلك إلي أو إلى ولدي قال (ص) نعم على اني لا أراك