سهما من كنانته وقال يا محمد خذ هذا السهم معك فأنك ستمر بإبل غلام لي يرعاها خذ منها ما شئت فادفع إليه السهم واستعرض من أباعري بعيرا أو بعيرين ما أردت أن توصل به ولي غنم أيضا ترعى امامك خذ منها ما شئت فاذبحه فقال له النبي على أنك تؤمن بالله وتشهد بشهادة الحق في وقتك هذا فقال يا محمد أما الآن فلا ولكني أصرف عنك الناس فقال النبي (ص) يا سراقة إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك قال وانصرف سراقة راجعا إلى مكة وسار النبي يريد يثرب فلما رجع سراقة إلى مكة وأجتمع إليه أهلها وقالوا أخبرنا ما ورائك يا سراقة فقال ما رأيت لمحمد أثرا ولا سمعت عنه خبرا والإبل التي بلغكم أنها متوجه نحو يثرب أبل لعبد القيس فقال أبو جهل لعنه الله أما واللات يا سراقة أن نفسي تحدثني أنك رأيت محمدا ولحقت به لكنه خدعك فانخدعت ودعاك فأجبت. قال فتبسم سراقة من قول أبي جهل لعنه الله، وقال أنك لو عاينت من فرسي هذا ما عاينت لصرفت عني كلامك ونهض عنهم قائما ثم أخبرهم بقصته مع النبي (ص) قال ومضى النبي وأبو بكر والدليل بين أيديهما حتى أخذ بهما أسفل عسفان ثم خرج بهما على قديد ثم على الفجاج ثم سار بهما إلى أن قربا من المدينة والأوس والخزرج قد بلغهم خروج النبي من مكة يريد يثرب وكانوا يخرجون كل يوم إذا صلوا الظهر إلى ظاهر الحر يجلسون هناك ينتظرون قدومه فلا يزالون كذلك حتى يبلغ منهم حر الشمس فإذا لم يروا شيئا رجعوا منازلهم قال فوصل رسول الله إلى قبا يوم الاثنين لأثني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ونزلوا على كلثوم بن الهرم أخي بني عمرو بن عوف وقال قوم نزلوا على سعد بن خيثمة قال والصحيح أنهم نزلوا على كلثوم بن هرم غير أنه كان إذا خرج من منزل كلثوم يجلس للناس سعد بن خيثمة وراودوه على الدخول إلى المدينة فقال ما أنا بداخلها حتى يأتي ابن عمي وابنتي يعني عليا وفاطمة سلام الله عليهما.
قال أبو يقضان ولما وصل رسول الله إلى قبا حدثنا بما أرادوا به قريش من المكر ومن مبيت علي على فراشه وبين مؤاخاة الله تعالى بين جبرئيل وميكائيل (ع)