الفصل الثالث في ظهور قبره أيام السفاح أو الرشيد وكرامات ظهرت عند ضريحه وذكر بعض ما جاء في فضل أرض النجف وزيارته عليه السلام قد أشرنا فيما سبق من الروايات في فضل شهادته " ع " انه أوصى: باخفاء قبره خوفا من الخوارج والمنافقين، ولذلك وقع الاختلاف بين المخالفين في موضع قبره " ع " فذهب جماعة منهم انه دفن في رحبة الكوفة، وقيل في المسجد، وقيل في قصر الامارة وقيل أخرجه الحسن " ع " إلى المدينة ودفنه بالبقيع، وقيل بعثه إلى المدينة، قبل مسيره، وقيل غير ذلك.
قال في (البحار) وكان بعض جهلة الشيعة يزورونه بمشهد في الكرج.
وأما أصحابنا بل جميع الشيعة أجمعوا على أنه " ع " مدفون بالغري في الموضع المشهور الآن، رووه خلفا عن سلف إلى أئمة الدين صلوات الله عليهم أجمعين فإنهم كانوا يزورونه هناك، وكان لا يعرف ذلك إلا الخواص من الشيعة، إلى أن ورد الصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحيرة في زمن السفاح وبينه لشيعته، ومن هذا اليوم إلى الآن يزوره كافة الشيعة في ذلك المكان.
قال المفيد (ره) في " الارشاد " حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال حدثني عبد الله بن حازم قال: خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة نتصيد فصرنا إلى ناحية الغريين فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت إلى اكمة فصعدت عليها، فسقطت الصقور ناحية ورجعت الكلاب، فتعجب الرشيد من ذلك، ثم إن الظباء هبطت من الأكمة، فنهضت الصقور والكلاب فرجعت الظباء إلى الأكمة، فتراجعت عنها الكلاب والصقور، ففعلن ذلك ثلاثا.
فقال هارون اركضوا فمن لقيتموه فأتوني به! فأتيناه بشيخ من بني أسد، فقال له هارون اخبرني ما هذه الأكمة؟ قال إن أخبرتك لي الأمان؟ قال لك عهد الله