وقال مؤلف الكتاب عفى الله عنه:
زهرت به اكتار مكة مذ غدى * ميلاده في البيت ذي الأستار ما البيت شرفه ولكن شرف * البيت الحرام بساطع الأنوار وقال عبد الباقي أفندي العمري البغدادي:
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا * ببطن مكة وسط البيت إذ وضعا وأنت حيدرة الغاب الذي أسد * البرج السماوي عنه خاسئا رجعا ولمؤلف الكتاب أيضا:
لا تعجبوا إذ أتى في البيت مولده * فليس ذلك لا والله بالعجب لأن فوق الثرى من أجله رفع * البيت العتيق ومنه فاز في الرتب الباب الثاني (في حديث كفالة النبي (ص) له وتربيته إياه) قد صح في اخبار كثيرة رواها الثقات أنه لما ولد أمير المؤمنين كان النبي (ص) لا يفارقه في حال من الأحوال حتى قالت فاطمة بنت أسد كنت مريضة فكان محمد يمص عليا لسانه في فيه فيرضع بإذن الله تعالى.
وفي نهج البلاغة قال أمير المؤمنين (ع) من خطبة وضعني النبي (ص) في حجره وأنا وليد يضمني إلى صدره ويلفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشئ، ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل.
أقول وقد روى كل من كتب في مناقبه (ع) بأسانيد كثيرة أنه أصابت قريش أزمة شديدة وسنة مجدية وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله لحمزة والعباس أن أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترون من هذه الأزمة فانطلقا بنا نخفف من عياله فدخلوا عليه وطالبوه بذلك فقال إذا تركتم لي عقيلا فافعلوا ما شئتم فبقى عقيل عنده وأخذ العباس طالبا وأخذ رسول الله عليا وهو ابن ست سنين كسن النبي (ص) يوم اخذه أبو طالب ورباه فبقى أمير المؤمنين عند النبي وربته خديجة والمصطفى