القسم الثاني (من غزواته بعد رسول الله (ص) وهو قتاله مع الناكثين) (والقاسطين والمارقين لعنهم الله تعالى) (الأولى حرب الجمل) وهو أنه لما قتل عثمان بن عفان وآل الأمر إلى أمير المؤمنين عليه السلام وبايعه الناس نهض طلحة والزبير ونكثا بيعته وتوجها إلى عائشة لما سمعوا أنها لما أتاها خبر قتل عثمان وخلافة علي " ع " قالت: لأطالبن بدمه فقيل لها: بالأمس كنت تقولين اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا تشبيها بيهودي أعرج كان يسمى نعثلا واليوم تقولين هذا قالت لم يقتلوه إذ قلت وتركوه حتى تاب وعاد كالسبيكة من الفضة وقتلوه، وخرج طلحة والزبير من المدينة على خفية ووصلا إلى مكة وأخرجا عائشة إلى البصرة، فقال بعض الشعراء في ذلك ولله دره:
جاءت مع الأشقين في هودج * تزجي إلى البصرة أجنادها كأنها في فعلها هرة * تريد أن تأكل أولادها وكانت عائشة عند خروجها قد التمست من أم سلمة الخروج فأبت، وسألت حفصة فأجابت ثم خرجت عائشة في أول نفر راكبة الجمل العسكر، وفي الخبر أنه كان شيطان، وسارت حتى انتهت الحوأب وهو ماء فصاحت كلابها فقالت عائشة: أي ماء هذا؟ فقيل الحوأب فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله (ص) يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب، وفي رواية فصاحت:
ردوني ردوني فساروا بها حتى وصلوا البصرة، وخرج أمير المؤمنين " ع " من المدينة