عينا فقلت أنا رسول الله (ص) أوازرك على هذا الأمر فقال أجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فاصمتوا فقمت أنا وقلت مثل مقالتي الأولى فقال أجلس ثم أعاد القول على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف فقمت وقلت أنا أوازرك يا رسول الله (ص) على هذا الأمر فقال اجلس فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب يا أبا طالب ليهنيك اليوم ان دخلت في دين ابن أخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك.
أقول وهذا الخبر مشهور قد أجمع العلماء على نقله بأسانيد مختلفة، ولله در الحميري حيث يقول في ذلك:
أبو حسن غلام من قريش * أبرهم أكرمهم نصابا دعاهم أحمد لما أتته * من الله النبوة فاستجابا فأدبه وعمله وأملى * عليه الوحي يكتبه كتابا فأحصى كلما أملي عليه * وبينه بابا فبابا وقال مؤلف الكتاب عفي عنه بمحمد وآله:
ويوم دعاه المهيمن قم * وأنذر عشيرتك الأقربين فجمعهم ثم ناداهم * بلفظ بليغ وهم أربعون ألا من يجيبني على ما أقول * فيرفعه الله دنيا ودين ويغدو وصيي ووارثي * ويخلف بعدي على العالمين أحببت الذي قاله دونهم * فأصبحت أنت الإمام المبين ولما فرضت الصلاة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا حضرت خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من قومه فيصليان الصلاة فيها فإذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك زمانا رواه ابن شهرآشوب عن تاريخ الطبري وكتاب محمد بن إسحاق وغيره عن غيرهما وكان من اتصال أمير المؤمنين بالنبي ما روي أن النبي كان إذا نزل عليه الوحي ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا وإذا نزل عليه الوحي نهارا لم ينم حتى يخبر به عليا وأجاد من قال: