فدعى أين وارث الباس والحكم * مجير الأنام من بأساها أين ذو النجدة التي لو دعته * في الثريا مروعة لباها فأتاه الوصي أرمد عين * فسقاها من ريقه فشفاها ومضى يطلب الصفوف فولت * عنه علما بأنه أمضاها وبرى مرحبا بكف اقتدار * اقويا الاقدار من ضعفاها ودحى بابها بقوة بأس * لو حمته الأفلاك منه دحاها (الغزوة الخامسة) (غزوة فتح مكة المشرفة) وكانت لليلتين مضتا من شهر رمضان، وقيل لثلاث عشرة خلت منه وذلك أنه خرج من نحو عشرة آلاف راجل وأربعمائة فارس ونزل: (لتدخلن المسجد الحرام) ثم: (إذا جاء نصر الله)، ونزل: (إنا فتحنا لك) واستصرخه خزاعة أجمع إلى المسير إليها وقال اللهم خذ العيون عن قريش حتى نأتيها في بلادها وكان المؤمن إلى هذا السر علي بن أبي طالب عليه السلام ولما انتهى الخبر إلى أبي سفيان وهو بالشام مشاجرة كنانة وخزاعة اقبل حتى دخل على النبي (ص) فقال يا محمد أحقن دمك واحرس قريشا وزدنا في المدة، قال غدرتم يا أبا سفيان، فقام من عند النبي فلقيه أبو بكر فتشبث به فظن أنه يوصله إلى بغيته من النبي (ص) فسأله كلامه له، فقال ما انا بفاعل ذلك لعلم أبي بكر ان سؤاله في ذلك لا يغني شيئا، فظن أبو سفيان بعمر ما ظنه بأبي بكر فكلمه في ذلك فدفعه بغلظة وفظاظة كاد أن يفسد الرأي على النبي فدخل أبو سفيان على ابنته أم حبيبة وكانت زوجة النبي (ص) فذهب ليجلس على الفراش فطوته فقال يا بنية أراغبة بهذا الفراش عني؟ قالت نعم هذا فراش رسول الله ما كنت لتجلس
(١٩٩)