يوم سالت سيل الرمال ولكن * هب فيها بسيفه فذراها ذاك يوم جبريل أنشد فيه * مدحا ذو العلى له أنشأها لا فتى في الوجود إلا علي * ذاك شخص بمثله الله باهى ما حوى الخافقان انس وجن * قصبات السبق التي قد حواها (الغزوة الثالثة) (غزوة الأحزاب) وكانت بعد بني النظير في شوال سنة خمس، وكان المسلمون ثلاثة آلاف والمشركون ثمانية عشر ألفا، وكان من خبر هذه الغزوة ان جماعة من اليهود منهم سلام ابن أبي الحقيق الضرمي وحي بن اخطب وكنانة بن الربيع وهوذة بن قيس الوالي في نفر من بني والبة خرجوا حتى قدموا مكة فصاروا إلى أبي سفيان صخر بن حرب لعلمهم بعداوته لرسول الله (ص) فذكروا له ما نالهم منه وسألوه المعونة لهم، فقال لهم أبو سفيان: انا لكم حيثما تحبون فاخرجوا إلى قريش وادعوهم إلى حرب محمد فطاف معهم على وجوه قريش ودعوهم إلى حرب النبي (ص) وقالوا لهم: أيدينا مع أيديكم ونحن معكم حتى نستأصله، فقالت لهم قريش: يا معشر اليهود أنتم أهل الكتاب الأول والعلم السابق وقد عرفتم الدين الذي جاء به محمد وما نحن عليه من الدين فديننا خير من دينه أم هو أولى منا فقالوا لهم: بل دينكم خير من دينه، فنشطت قريش لما دعوهم من حرب رسول الله وجاءهم أبو سفيان فقال لهم: قد مكنكم الله من محمد وهذه اليهود تقاتل معكم ولم ينتقل عنكم حتى يؤتي على جميعنا أو نستأصله ومن اتبعه فقويت عزائمهم إذ ذاك في حرب النبي، ثم خرج اليهود حتى جاؤوا عطفان وقيس عيلان فدعوهم إلى حرب رسول الله (ص) وضمنوا لهم النصرة
(١٨٨)