ثم قال أما أنت فشريكي فيه وأنا شريكك فيه قال فلم يعلم والله رسول الله (ص) حرفا مما علمه الله إلا علمه عليا. وروى عن الأصبغ بن نباتة: قال كنا مع أمير المؤمنين (ع) وهو يطوف بالسوق ويأمرهم بوفاء الكيل والميزان حتى انتصف النهار فمر برجل جالس فقام إليه وقال يا أمير المؤمنين سر معي فأدخل بيتي وتغد عندي وادع الله لي فإنك ما تغديت اليوم فقال أمير المؤمنين: شرط أشرطه قال لك شرطك قال (ع). أن لا تدخن في بيتك ولا تتكلف ما وراء بابك ثم دخل ودخلنا معه فأكلنا خلا وزيتا وتمرا ثم خرج يمشي حتى انتهى إلى قصر الامارة بالكوفة فركض رجله فتزلزلت الأرض ثم قال أما والله لو علمتم ما هيهنا، اما والله لو قام قائمنا لأخرج من هذا الموضع اثنى عشر الف درع واثنى عشر الف بيضة لها وجهان ثم ألبسها اثنى عشر الف رجل من ولد العجم ثم ليأمرهم ليقتلوا كل من كان على خلاف ما هم عليه وأني لأعلم ذلك وأراه كما أعلم هذا اليوم وأراه. قال جامع الكتاب جعفر بن محمد غفر الله له وهذه المطالب وغيرها تدل أنه أعلم الأولين والآخرين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما هو غير خفي.
الفصل الثاني في أنه أقضى الأصحاب روى الخوارزمي بسنده عن أبي سعيد الخدري وسلمان الفارسي، قالا قال رسول الله (ص): ان أقضى أمتي علي بن أبي طالب. وأيضا بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام. قال بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن قلت تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء قال فضرب في صدري وقال اللهم اهد قلبه وثبت لسانه فوالذي فلق الحبة ما شككت بعد ذلك في قضاء بين اثنين. وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن حميد بن عبد الله قال إنه ذكر عند النبي (ص) قضاء علي فأعجب وقال: الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت. وفيه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق " ع " قال قضى علي في ثلاث رجال وقعوا على امرأة في طهر واحد وذلك في الجاهلية فأقرع علي (ع) بينهم الولد لمن وقعت القرعة وأقسم دية المولود على ثلاث لأنهم أشبهوا