وجعل عمر أحدهما أطول من الأخر الحديث المقدم بتمامه كما ذكره صاحب الكشاف أيضا قال وكتب النبي إلى علي (ع) يأمره بالمسير إليه والمهاجرة هو ومن معه وكان علي بعد أن توجه رسول الله قام صارخا بالأبطح ينادي من كان له قبل محمد رسول الله أمانة فليأت نرد إليه أمانته.
أقول: روى المجلسي (ره) في البحار عن الواقدي وإسحاق الطبري أن عمير بن وائل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على علي عليه السلام ثمانين مثقالا من الذهب الأحمر وأنها كانت وديعة عند محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه هرب من مكة وأنت وكيله فأن طلب ببينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب منها قلادة عشرة مثاقيل فجاء وادعى على علي (ع) فأظهر الودايع كلها ورأى عليها أسماء أصحابها ولم يكن لما ذكره عمير خبر فنصح له نصحا كثيرا فقال أن لي من يشهد بذلك وهو أبو جهل وعكرمة وعقبة بن أبي معيط وأبو سفيان وحنظلة فقال عليه السلام مكيدة تعود إلى من دبرها ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ثم قال لعمير يا أخ ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأوقات كان قال ضحوة نهار فأخذها بيده إلى عنده ثم استدعى بأبي جهل لعنه الله وسئله عن ذلك قال ما يلزمني ذلك ثم استدعى بأبي سفيان وسأله قال دفعها عند غروب الشمس وأخذها من يده وتركها في كمه ثم استدعى بحنظلة وسأله عن ذلك فقال كان ذلك عند وقوف الشمس في كبد السماء وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك فقال تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره وكان وقت العصر ثم استدعى بعكرمة وسأله عن ذلك فقال كان عند بزوغ الشمس اخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة ثم أقبل على عمير وقال له أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك قال أقول الحق ولا يفلح غادر وبيت الله ما كان لي عند محمد (ص) وديعة وانهما حملاني على ذلك وهذه دنانير وعقد هند عليها اسمها مكتوب ثم قال علي (ع) إيتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فأخذه وقال أتعرفون هذا السيف فقالوا هذا لحنظلة فقال أبو سفيان هذا مسروق فقال علي أن كنت صادقا في قولك فما فعل مهلع عبدك