أكبر الله أكبر شهدا عليها بالزور، ثم نادى الغلمان بأن القاضيين شهدا على فلانة بزور فاحضروا قتلهما، فذهب الوزير إلى الملك مبادرا فأخبره بالخبر، فبعث الملك إلى القاضيين فأحضرهما ثم فرق بينهما وفعل بهما كما فعل دانيال بالغلامين فاختلفا كما اختلف الغلامان، فنادى في الناس وأمر بقتل القاضيين.
(قصة بيت الطشت) في البحار عن كتاب الروضة وفضائل ابن شاذان يرفعه إلى عمار بن ياسر وزيد بن أرقم، قالا: كنا بين يدي أمير المؤمنين (ع) وكان يوم الاثنين أربع عشر خلت من صفر وإذا بزعقة عظيمة أصمت المسامع وكان علي على دكة القضاء فقال يا عمار:
إيتني بذي الفقار وكان وزنه سبعه أمنان وثلثي من مكي فجئت به فانتضاه من غمده وتركه على فخذه وقال يا عمار: هذا يوم اكشف فيه لأهل الكوفة الغمة يا عمار ايتني بمن على الباب قال عمار: فخرجت وإذا على الباب امرأة في قبة على جمل وهي تشتكي وتصيح يا غياث المستغيثين ويا بغية الطالبين ويا كنز الراغبين ويا ذا القوة المتين ويا مطعم اليتيم ويا رازق العديم ويا محيي كل عظم رميم ويا قديما سبق قدمه كل قديم يا عون من ليس له عون ولا معين يا طود من لا طود له يا كنز من لا كنز له إليك توجهت وبوليك توسلت وخليفة رسولك قصدت فبيض وجهي وفرج عني كربتي، قال عمار وكان حولها الف فارس بسيوف مسلولة قوم لها وقوم عليها فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين أجيبوا عيبة علم النبوة قال فنزلت المرأة من القبة ونزل القوم ودخلوا المسجد فوقفت المرأة بين يدي أمير المؤمنين (ع) وقالت يا مولاي يا إمام المتقين إليك اتيت وإياك قصدت فاكشف كربتي وما بي من غمة فإنك قادر على ذلك وعالم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فعند ذلك قال (ع): يا عمار نادي في الكوفة من أراد ينظر إلى ما أعطاه الله أخا رسوله فليأت المسجد، قال فاجتمع الناس حتى امتلأ المسجد بالناس فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال: سلوني ما بدا لكم يا أهل الشام فنهض شيخ من بينهم قد شاب وعليه بردة يمانية فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين هذه الجارية ابنتي وقد