نهار إلى أن تقوم الساعة لا يختلى خلالها ولا يقطع شجرها ولا ينفر صيدها ولا يحل لفظها إلا منشد، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا بئس القوم كنتم لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وظلمتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم الطلقاء، فدخلوا في الاسلام، واذن بلال على الكعبة فكره عكرمة فقال خالد بن أسيد: الحمد لله الذي أكرم أبا عتاب هذا اليوم، وقال الحرث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا، وقال آخر، وقال آخر، فقال أبو سفيان اني لا أقول شيئا فوالله لو نطقت لظننت ان هذا الجدور تخبر محمدا، فبعث النبي وأخبرهم بما قالوا، فاستغفروا الله وتابوا. وكان هناك ثلاثمائة وستين صنما بعضها مشدود ببعض بالرصاص فأنفذ أبو سفيان من ليلته منها إلى الحبشة، ومنها إلى الهند فهيأوا لها دارا من مغناطيس فتعلقت إلى أيام محمود سبكتكين فلما غزاها أخذها فكسرها.
(الغزوة السادسة) (غزوة حنين) وكانت في شوال، وذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما فتح مكة أمر عتاب بن أسيد عليها ففات الحج من فساد هوازن في وادي حنين في الفين من مكة وعشرة آلاف كانوا معه، وكان استعار من صفوان بن أمية مائة درع وهو رئيس جشم فأخذ أبا بكر العجب وقال لن نغلب اليوم عن قلة، واقبل مالك بن عوف النظري فيمن معه من قبائل قريش وثقيف وسمع عبد الله بن جدد عين رسول الله ابن عوف يقول:
يا معشر هوازن انكم أحد العرب واعده وان هذا الرجل لم يلق قوما يصدقونه القتال فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم واحملوا عليه حملة رجل واحد.
قال الصادق عليه السلام: كانوا هوازن خرجوا بدريد بن صمة شيخا كبيرا