ذكرت لها في حياتها القيامة وحشر الناس عراة فقالت وا سوأتاه فكفنتها بها لتقوم يوم القيامة مستورة وأما قولي لها ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل فإنها لما نزل عليها الملكان وسألاها عن ربها قالت الله ربي قالوا لها من نبيك قالت محمد نبيي وقالا من وليك وأمامك فاستحيت ان تقول ولدي فقلت لها قولي ابنك علي بن أبي طالب (ع) فاقرأ الله بذلك عينها.
أقول: قال عبد الحميد ابن أبي الحديد في شرح النهج أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين فكانت الحادية عشر وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرمها ويعظمها ويدعوها أمي وأوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها ثم قال وفاطمة أول امرأة بايعت رسول الله (ص) من النساء وقال: الصدوق في العلل باسناده عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال إن فاطمة بنت أسد بن هاشم أوصت إلى رسول الله (ص) فقبل وصيتها فقالت يا رسول الله اني أردت ان أعتق جاريتي هذه فقال (ص) ما قدمت من خير فستجدينه فلما ماتت رضوان الله عليها نزع رسول الله (ص) قميصه وقال كفنوها فيه واضطجع في لحدها فقال اما قميصي فأمان لها يوم القيامة وأما اضطجاعي في قبرها فليوسع الله عليها.
أقول والأخبار في فضائل فاطمة بنت أسد كثيرة وفيما ذكرناه هنا كفاية.
فصل في ذكر اخوته عليه وعليهم السلام وهم طالب وعقيل وجعفر قال: ابن أبي الحديد وكان علي أصغرهم سنا وجعفر أسن منه بعشر سنين وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين وطالب أسن من عقيل بعشر سنين وفاطمة بنت أسد أمهم جميعا وفي المناقب للخوارزمي ونقله ابن الصباغ قال: ولد أبو طالب بن عبد المطلب طالبا ولا عقب له وجعفرا وعليا كل واحد منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولادة وأم هاني واسمها فاختة وأم كلهم فاطمة بنت أسد.
أقول: أما طالب فقد ورد أنه مات قبل النبوة وقيل إنه فقد يوم بدر فلم يعلم