ثم قام إلى النبي (ص) فودعه فلم يعد حتى قبض، وفي بعض الكتب انه استشهد ليلة الهرير.
خبر رد الشمس له " ع " روى من الطريقين العامة والخاصة انه لما رجع أمير المؤمنين عليه السلام من قتال الخوارج صلى بالناس صلاة الظهر فرحلوا ودخلوا أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر فصاح الناس يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر فقال " ع ": ان هذه ارض مخسوف بها وقد خسف بها ثلاث مرات وعليها تمام الرابعة فلا يحل لنبي أو وصي نبي أن يصلي بها فمن شاء منكم أن يصلي فليصلي، فقال المنافقون منهم نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي يعنون بذلك أهل النهروان، قال جويرية بن مسهر العبدي فتبعته في فرسخ وقلت والله لا أصلي أو يصلي هو وإلا قلدته صلاتي اليوم فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير، فسار " ع " إلى أن قطع ارض بابل وقد تدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال فالتفت إلي وقال يا جويرية هات الماء قال فقدمت إليه الاناء فتوضأ ثم قال: أذن يا جويرية فقلت يا أمير المؤمنين ما وجب وقت العشاء فقال قم واذن للعصر فقلت في نفسي كيف يقول اذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة فأذنت فقال لي: أقم ففعلت ولم افرغ من الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنما هو منطق طير أو خطاطيف لم افهمه فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر فقام " ع " وكبر وصلى وصلينا وراءه فلما فرغ من صلاته وقفت الشمس كأنها سراج في وسط ماء وغابت واشتبكت النجوم وأزهرت فالتفت إلي أمير المؤمنين " ع " وقال لي يا جويرية بن مسهر العبدي: أذن الآن لصلاة العشاء يا ضعيف اليقين.