يسقطان وعصره عصرا فصاح خالد صيحة منكرة ففزع الناس فهمهم أنفسهم فأحدث خالد في ثيابه وجعل يضرب برجليه الأرض ولا يتكلم، فقال أبو بكر لعمر هذه مشورتك المنكوسة كأني كنت انظر إلى هذه واحمد الله على سلامتنا، وكلما دنى أحد ليخلصه من يده لحظه لحظة تنحى عنه، فسار عمر إلى العباس بن عبد المطلب فجاء وأقسم عليه.
قال: ثم كان يرصد الفرصة والفجأة لعله يقتل عليا غيلة، فبعث بعد ذلك أبو بكر مع خالد عسكرا إلى موضع، فلما خرجوا من المدينة وكان خالد مدججا بالسلاح وحوله أناس كانوا أمروا ان يعملوا بما يريد خالد، فنظروا إلى علي (ع) يجيئ من ضيعة منفردا بلا سلاح، فحسبها خالد فرصة وركض إلى علي (ع) فلما دنى منه رفع عمودا من حديد كان معه ليضرب به على رأس علي (ع)، فبارزه أمير المؤمنين (ع) وانتزع العمود من يده وجعله في عنقه وفتله كالقلادة.
فخرج خالد إلى أبي بكر، واحتال القوم في كسره، فلم يتهيأ لهم فاحضروا جماعة من الحدادين فقالوا لا يمكن انتزاعه إلا ان يدخل في النار وفيه هلاكه، فقال عمر علي هو الذي يخلصه، وشفعوا إلى علي (ع) فأخذ العمود وفك بعضه من بعض بأصبعه، وأراهم معجزة داود عليه السلام.
أقول: وقد مر حديث جعله القطب طوقا في جيد خالد بن الوليد من كتاب " إرشاد الديلمي " رحمه الله.
ومن مصائبه (ع) خبر الأشجع بن مزاحم في " إرشاد الديلمي " بحذف الاسناد مرفوعا إلى جابر الجعفي قال قلد أبو بكر الصدقات بقرى المدينة وضياع فدك رجلا من ثقيف يقال له الأشجع بن مزاحم الثقفي وكان شجاعا وكان له أخ قتله علي بن أبي طالب " ع " في وقعة هوازن وثقيف، فلما خرج الرجل من المدينة جعل أول قصده ضيعة من ضياع أهل البيت " ع " فجاء بغتة