وأما الصوت الآخر، فصوت ميكائيل. قدم إلي أحد الرجلين؟ فقدمه، فقال قل أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد اني رسول الله؟ فقال لنقل جبل أبي قبيس أحب إلي من أن قول هذه الكلمة! فقال يا علي أخره واضرب عنقه.
ثم قال قدم الآخر؟ فقدمه فقال قل لا إله إلا الله وأشهد اني رسول الله؟
فقال الحقني بصاحبي، فقال يا علي أخره واضرب عنقه؟ فأخره.
وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه، فهبط جبرئيل " ع " على النبي (ص) وقال يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك لا تقتله فإنه حسن الخلق سخي في قومه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أمسك من هذا فان هذا رسول ربي يخبرني انه حسن الخلق في قومه.
فقال المشرك هذا رسول ربك يخبرك؟ قال نعم؟ قال والله ما ملكت درهما مع أخ لي قط ولا قطبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله فقال (ص) هذا ممن جره حسن خلقه وسخاءه إلى جنات النعيم.
ومنها غزوة بئر ذات العلم روى العالم الفاضل العامل الكامل السيد محمد تقي القزويني عن بعض الكتب الغزوية والعلامة الأجل ملا محمد صالح البرغاني في كتابه (كنز الواعظين) عن بعض كتب أصحابنا أنه روى أبو الحسن العسكري عن أبي سعيد الخدري وحذيفة بن اليمان قال لما رجع النبي (ص) من غزاة السكاسك والسكون مؤيدا منصورا متوجا محبورا قد فتح الله على يديه وأقر بالنصر عينيه إذ دخل أرضا مقفرة وبراري مغبرة ذات طرق دارسة وأشجار يابسة وأنهار طامسة ليس فيها حسيس ولا أنيس إلا زعيق الجان وعوي الغيلان ولا يوجد فيها راهب ولا يهدي فيها ذاهب، فاشتد على المسلمين الحر وعظم عليهم الأمر وقل منهم الصبر.