وروى أن النبي (ص) قال لأعمامه اخترت من اختاره الله لي عليكم.
أقول وقد مر في أحوال عقيل رواية أخرى وفي مناقب ابن شهر أشوب وذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من طرق ثلاثة أن النبي حين تزوج بخديجة قال لعمه أبي طالب أني أحب أن تدفع إلي بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني واشكر بلاك عندي فقال أبو طالب (ع) خذ أيهم شئت فأخذ عليا، ولله در من قال:
ومن كفل النبي له صبيا * صغير السن عام المسنتينا وغذاه بحكمته فأضحى * يفوق بها جميع العالمينا وقال عبد الباقي أفندي العمري حشره الله مع من أحب:
لقد ترعرعت في حجر عليه لذي * حجر براهين تعظيم بها قطعا ربيب طه حبيب الله أنت ومن * كان المربي له طه فقد برعا ولما جمع رسول الله (ص) بني عبد المطلب في دار أبي طالب وهم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة وأمر أن يصنع لهم طعاما فطبخ لهم شاة مع مد من البر وأعد لهم صاعا من اللبن وقد كان الرجل منهم معروفا يأكل الجذعة في مقام واحد ويشرب الفرق من الشراب في ذلك المقعد فأراد باعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم اظهار الآية لهم في شبعهم ويريهم مما كان لا يشبع واحد منهم ولا يرويه ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى ثملوا منه ولم يبين ما أكلوه منه وشربوه فبهرهم بذلك وبين لهم آية نبوته وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام ورووا من الشراب يا بني عبد المطلب أن الله بعثني إلى الخلق كافة وبعثني إليكم خاصة فقال وأنذر عشيرتك الأقربين وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين في اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بها العرب والعجم وتنقاد لكم بهما الأمم وتدخلون بهما الجنة وتنجون من النار شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فمن يجبني إلى هذا الأمر ويوازرني عليه وعلى القيام به يكن أخي ووصي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فلم يجب له أحد منهم فقال أمير المؤمنين (ع) فقمت بين يديه من بينهم وأنا إذ ذاك أصغرهم سنا وأخمشهم ساقا وأرمضهم