وبيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام هوازن ان أدرك أحدا طعنه برمحه وإن فاته الناس دفع لمن وراه وجعل يقتلهم وهو يرتجز ويقول: (أنا ابن جرول لا براح) فعمد أمير المؤمنين " ع " فضرب عجز بعيره فصرعه فقده نصفين وجعل يقول:
قد علم القوم لدي الصباح * إني لدى الهيجاء ذو نصاح فانهزم القوم بين يديه.
قال ولما فر أصحاب رسول الله قال صلى الله عليه وآله للعباس بن عبد المطلب وكان جهوريا: نادي في القوم وذكرهم العهد، فنادى العباس: يا أصحاب سورة البقرة يا أهل بيعة الشجرة إلى أين تفرون اذكروا العهد، والقوم على وجوههم وذلك في أول ليلة من شوال، قال فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس ببعض وجهه في الظلماء فأضاء كأنه القمر ليلة البدر، ثم قام (ص) في ركاب سرجه حتى أشرف عليه وقال:
الآن حمى الوطيس:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب وما زالوا يقاتلون المشركين حتى ارتفع النهار فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكف ولم يكن في ذلك اليوم أحد قاتل أكثر من علي بن أبي طالب عليه السلام. قال الصادق " ع " سبى رسول الله (ص) يوم حنين أربعة آلاف رأس من الغنم واثني عشر ألف ناقة سوى ما لا يعلم من الغنائم.
(الغزوة السابعة) (غزوة ذات السلاسل) وذلك أنه جاء اعرابي إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله إن جماعة من العرب اجتمعوا بواد الرمل على أن يبيتوك بالمدينة فأمر بالصلاة جامعة فاجتمعوا وعرفهم وقال من من لهم؟ فابتدر جماعة من أهل الصفة وغيرهم وعدتهم ثمانون وقالوا: نحن فول علينا من شئت، فاستدعى أبا بكر وقال امضي فمضى، فاتبعهم القوم وقتلوا جماعة كثيرة من