وكانت قريش تدعوا النبي (ص) في الجاهلية بالأمين وأمره أن يبتاع رواحل له للفواطم فاطمة بنت النبي (ص) وفاطمة بنت أسد أم علي وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ومن يهاجر معه من بني هاشم ومن ضعفاء المؤمنين وقال لعلي (ع) إذا أبرمت ما أمرتك به كن على الأهبة للهجرة إلى الله ورسوله وسر لقدوم كتابي عليك ثم خرج عنه رسول الله (ص) وقال له إذا جائك أبو بكر فوجهه خلفي نحو بئر أم ميمون وكان ذلك في فحمة العشاء والرصد من قريش قد أطافوا بالدار ينتظرون انتصاف الليل وأن ينام الناس فأخذا النبي قبضة من تراب وقرء عليها وحثاها في وجوههم فخرج فلم يروه ونام على فراشه فدخل عليه أبو كبر وهو يظنه رسول الله (ص) فقال له علي أن رسول الله خرج نحو بئر أم ميمون وهو يقول لك ائتيني فلحقه أبو بكر ومضيا جميعا يتسايران حتى أتيا جبل ثور فدخلا الغار واختفيا فيه وجائت العناكب الذكور والأناث من أسفل الغار يستقبل بعضها بعضا حتى نسجت على الغار نسج أربع سنين في ساعة واحدة وأقبلت حمامتان من حمام مكة حتى سقطتا جميعا على باب الغار وباضت الأنثى منهما من ساعتهما بقدرة الله تعالى وحضنت على البيض وذهب من الليل ما ذهب وعلي (ع) نائم على فراش رسول الله (ص) والمشركون يرجمونه فلم يضطرب ولم يكترث ثم أنهم تسوروا عليه ودخلوا شاهرين سيوفهم فثار في وجوههم فعرفوه فقالوا هو أنت أين صاحبك فقال لا أدري فخرجوا عنه وتركوه ولم يصل إليه منهم مكروه وكفاه الله شرهم.
قال ابن الصباغ قال بعض أصحاب الحديث وأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل عليهم السلام ان انزلا إلى علي عليه السلام واحرساه إلى الصباح فنزلا إليه وهما يقولان بخ بخ من مثلك يا علي وقد باهى الله بك ملائكته، وأورد أبو حامد الغزالي في كتابه احياء العلوم أن ليلة بات بها علي على فراش رسول الله (ص) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختارا كلاهما الحياة وأحباها فأوحى الله تعالى إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب حين آخيت بينه وبين محمد (ص) فبات على فراشه يفتديه بنفسه