العالمين وأنكرت آياته ومعجزاته، ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا قوم غمضوا أعينكم، فغمضنا فتكلم بكلام خفي فإذا نحن في الموضع الذي كنا فيه لا قصور ولا ماء ولا غدران ولا أشجار، قال الأصبغ بن نباتة رحمه الله: والذي أكرمني بما رأيت من تلك الدلائل والمعجزات ما تفرق القوم حتى ارتابوا وشكوا وقال بعضهم سحر وكهانة وإفك، فقال لهم أمير المؤمنين " ع ": ان بني إسرائيل لم يعاقبوا ولم يمسخوا إلا بعد ما سألوا الآيات والدلالات فقد حلت عقوبة الله بهم والآن حلت لعنة الله وعقوبته فيكم، وقال الأصبغ بن نباتة: اني أيقنت ان العقوبة حلت بتكذيبهم الدلالات والمعجزات.
الفصل الثاني (في ذكر جملة من مناقبه الباهرة، وفضائله النائرة، ودلائله الزاهرة) روى الصدوق قدس سره في الأمالي بإسناده عن أنس: قال كنت عند رسول الله ورجلان من أصحابه في ليلة ظلماء مكفهرة إذ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايتوا باب علي " ع " فأتينا باب علي فنقر أحدنا الباب نقرا خفيفا وخرج علينا علي بن أبي طالب مؤتزرا بإزار من صوف مرتديا بمثله في كفه سيف رسول الله وقال: أحدث حدث؟ قلنا: خيرا أمرنا رسول الله أن نأتي بابك وهو بالأثر، ولم نشعر إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا علي قال لبيك قال أخبر أصحابي بما أصابك البارحة، فقال علي " ع ": يا رسول الله اني لأستحي، قال رسول الله (ص): ان الله لا يستحي من الحق فقال علي (ع): يا رسول الله أصابتني جنابة من فاطمة بنت رسول الله (ص) فطلبت في البيت ماء فلم أجد الماء فبعث الحسن كذا والحسين كذا فأبطأ علي فاستلقيت على قفاي وإذا انا بهاتف من سواد البيت واخذ السطل واغتسل فقمت فإذا انا بسطل مملوء من ماء عليه منديل من سندس فأخذت السطل واغتسلت منه ومسحت بدني بالمنديل ورددت المنديل على السطل فقام السطل في الهواء فسقطت من السطل