اتيت الحجاز ولم أصادف شيئا واني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له سنان ابن وايل ممن أفلت من حرب صفين ونزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه، ثم قام من بين يدي أمير المؤمنين، فقال لي مم تعجب هذا أعجب أم الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك؟ فوالذي فلق الحبة وبرئ النسمة لو أحببت أن أري الناس مما علمني رسول الله (ص) من الآيات والعجائب لكان يرجعون كفارا ثم رجع أمير المؤمنين (ع) إلى مستقره ووجهني إلى القادسية فسمعت الناس يقولون قد أكل الأسد سنان بن وايل.
(خبر آخر في الخرايج والجرايح): عن الحارث الأعور قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب بالكوفة على المنبر إذ نظر إلى زاوية المسجد فقال يا قنبر ائتني بما في ذلك الحجر، فإذا هو بارقط حية بأحسن ما يكون، فأقبل إلى أمير المؤمنين فجعل يساره ثم انصرف إلى الحجر، فتعجب الناس قالوا وما لنا لا نعجب فقال (ع): ترون هذه الحية بايعت رسول الله (ص) على السمع والطاعة وهي سامعة مطيعة لي وأنا وصي رسول الله آمركم بالسمع والطاعة فمنكم من يسمع ومنكم من لا يسمع ولا يطع قال الحرث فكنا مع أمير المؤمنين (ع) في كناسة الكوفة إذ أقبل أسد بهوى من البر فتقضقضنا من حوله وجاء الأسد حتى قام بين يديه ووضع يديه بين اذنيه فقال له (ع) ارجع بإذن الله تعالى ولا تدخل الحجرة بعد اليوم وأبلغ السباع عني.
(خبر المسوخات) عن الأصبغ بن نباتة: قال جاء نفر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا له ان المعتمد يزعم انك تقول هذا الجري مسخ فقال مكانكم حتى أخرج فتناول ثوبه ثم خرج إليهم ومضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة فصاح يا جري فأجابه لبيك لبيك قال من أنا؟ قال أمير المؤمنين وإمام المتقين، قال له أمير المؤمنين من أنت؟ قال انا ممن عرضت عليه ولايتك فجحدتها ولم أقبلها فمسخت جريا وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جريا فقال عليه السلام فبين قصتك وممن كنت ومن كان مسخ معك؟ قال