جئتك من أبخل الناس يعني عليا فقال له معاوية: ويحك كيف تقول انه من أبخل الناس ولو ملك بيتا من تبر وبيتا من تبن لأنفذ تبره قبل تبنه، ومن قوله في الجود:
سأمنح مالي كل من جاء طالبا * واجعله وقفا على القرض والفرض فأما كريم صفت بالمال عرضه * وأما لئيم صفت عن لومه عرضي الفصل الثاني (في استجابة دعوته وإحيائه الموتى واشفائه المرضى):
في تفسير العسكري (ع): قوله عز وجل: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون). قال الإمام (ع): قال موسى بن جعفر ان رسول الله لما اعتذر هؤلاء المنافقون إليه بما اعتذروا تكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم ووكل بواطنهم إلى ربهم لكن أتاه جبرئيل فقال يا محمد ان العلي الأعلى يقرؤك السلام ويقول: اخرج هؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في علي على نكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا ليظهر من عجائب ما أكرمه الله به من طاعة الأرض والجبال والسماء له وساير ما خلق الله لما أوقفه موقفك ليعلموا ان ولي الله عليا غني عنهم وانه لا يكف عنهم انتقامه منهم إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه والحكمة الذي هو عامل بها وممض لما يوجبها، فأمر رسول الله (ص) الجماعة من الذين اتصل به عنهم في أمر علي والمواطاة على مخالفته بالخروج عليه فقال لعلي (ع) لما استقر عند سفح جبال المدينة: يا علي ان الله عز وجل أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك والمواظبة على خدمتك والجد في طاعتك فأن أطاعوك فهو خير لهم يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين وان خالفوك فهو شر لهم يصيرون في جهنم معذبين ثم قال رسول الله (ص) لتلك الجماعة: اعلموا انكم إن أطعتم عليا سعدتم وشفيتم وان خالفتموه شقيتم وأغناه الله عنكم بمن سيريكموه وبما سيريكموه ثم قال يا علي