ولده الحسن (ع) يدعوه في حياة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا الحسين عليه السلام أبا الحسن ويدعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أباهما فلما توفى النبي (ص) دعوه بأبيهما وكناه رسول الله (ص) أبا تراب وجده نائما في تراب وقد سقط عنه ردائه وأصاب التراب جسده فجائه حتى جلس عند رأسه وأيقضه وجعل يمسح التراب عن ظهره ويقول له اجلس انما أنت أبو تراب وكانت من أحب كناه إليه " ع " وكان يفرح إذا دعى بها فدعت بنو أمية لعنهم الله خطبائها أن يسبوه بها على المنابر وجعلوها نقيصة له ووصمة عليه.
قال ابن أبي الحديد في (شرح النهج) فوالله لكأنما كسوه بها الحلي والحلل كما قال الحسن البصري أقول ولله در عبد الباقي أفندي العمري حيث يقول في تأويل هذه الكنية الشريفة:
أنت ثاني الآباء في منتهى الدور * وآبائه تعد بنوه خلق الله آدما من تراب * فهو ابن له وأنت أبوه قال ابن أبي الحديد وكان أسمه الأول الذي سمته به أمه حيدرة باسم أبيها أسد ابن هاشم، والحيدرة الأسد فغير أبوه أسمه وسماه عليا، وقيل أن حيدرة اسم كانت تسميه العرب والقول الأول أصح يدل عليه خبره يوم برز إليه مرحب وارتجز عليه فقال، أنا الذي سمتني أمي مرحبا، فقال " ع " أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
أقول: سيأتي وجه تسميته في ذكر ولادته " ع " وأمه هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي واسم أبي طالب عبد مناف وقيل عمران والأول أصح واسم عبد المطلب شيبة واسم هاشم عمرو.
فصل في ذكر أسماء أمير المؤمنين (ع) روى المجلسي في (البحار) عن صاحب كتاب الأنوار أنه قال إن له " ع " في كتاب الله عز وجل ثلاثمائة اسم فأما في الأخبار فالله اعلم بذلك ويسمونه أهل السماء