الأسود قال مضى إلى الطائف في حاجة لنا فقال هيهات أن تعود تراه أبعث إليه أحضره إن كنت صادقا فسكت أبو سفيان ثم قام علي في عشرة عبيد لمناداة قريش فبعثوا تبعة عرافها فإذا العبد مهلع قتيل فأمرهم باخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة فسأله الناس عن سبب قتله فقال أن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثاه على قتلي في الطريق ووثب علي ليقتلني فضرب رأسه وأخذت سيفه فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية له عليه السلام في طريق الهجرة قال ابن الصباغ وقضى حوائجه وجميع أموره وابتاع ركائب واجمالا بسبب المهاجرة ولم يكن ينتظر غير ورود كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ورد عليه الكتاب خرج بالفواطم وخرج معه أم أيمن مولاة النبي (ص) وجماعة من ضعفاء المؤمنين. قال مؤلف الكتاب عفى عنه ويعجبني أن أذكر ما جرى على الامام في الطريق وهو خبر ذكره جماعة ولم يذكره ابن الصباغ.
فأقول: قال جماعة من أهل التاريخ منهم الواقدي في ذيل الخبر الذي نقلناه من البحار لما هاجر النبي (ص) من مكة لحقه أمير المؤمنين (ع) بالهوادج والفواطم فبلغ الخبر إلى رؤوساء قريش فلما أن سمعوا ذلك قاموا من ساعتهم وخروا للأصنام وقام حنظلة ونادى يا معاشر قريش أيخرج علي بن أبي طالب من بيننا على رغم آنافنا ألا وحق اللات والعزى والهبل الأعلى لا أكلت طعاما ولا شربت مداما إلا أطلب بثار عبدي مهلع وكان قتله أمير المؤمنين (ع) فقال أبوه اسكت يا لكع الرجال فما أنت في يد علي إلا كالعصفور في يد الصقر فقال والله لأفعلن ثم نادى في معاشر قريش فأجتمع عليه جماعة شاكين أسلحتهم راكبين خيولهم فترتبوا وتأهبوا وساروا راكبين خيولهم شاهرين سيوفهم فنظر أبو جهل إلى راعي غنم فقصده وقال له يا غلام هل مر بك خمسة هوادج فقال نعم ومن خلفها فارس تنبئك رؤيته عن شجاعته وهو يلتفت إلى ورائه كأنه أسد ضاري يلتفت على فريسته وقال لي أن مر بك جمع أو خيل أو رجال وسألوك عني فقل لهم ها هو منتظر لقدومكم متوان في مشيته فرجع أبو جهل وأخبر القوم بذلك فانفرد من العسكر عبد أسود ومعه رجلان فجعلوا يركضون على خيولهم فلم يشعر الامام إلا وقد هجموا عليه فقال العبد يا علي رد الظمائن قبل أن أذيقك المنية وتأكلك