بصوت رسول الله، وإذا مشت لم تخرم مشيته، واني ما حسسته تألم الفراق إلا بفراقها وان أعظم ما لقيت من مصيبتها، واني لما وضعتها على المغتسل وجدت ضلعا من أضلاعها مكسورا وجنبها قد إسود من ضرب السياط وكانت تخفي ذلك علي، مخافة ان يشتد حزني، وما نظرت عيناي إلى الحسن والحسين الا وخنقتني العبرة وما نظرت إلى زينب باكية الا وأخذتني الرقة عليها.
ثم خرج (ع) مع عمار فاستبشر الشيعة بذلك.
إرائة أبا بكر رسول الله بعد وفاته روي عن الصادق (عليه السلام): ان أبا بكر لقي أمير المؤمنين (ع) في سكة من سكك بني النجار فسلم عليه وصافحه! وقال له يا أبا الحسن أفي نفسك شئ من استخلاف الناس إياي وما كان من يوم السقيفة وكراهيتك للبيعة؟! والله ما كان ذلك من إرادتي إلا ان المسلمين قد اجمعوا على امر لم يكن لي ان أخالفهم فيه! لان النبي (ص) قال: لا تجتمع أمتي على الضلال.
فقال له أمير المؤمنين (ع): أمته الذين أطاعوه من بعده وفي عهده واخذوا بهداه وأوفوا بما عاهدوا الله عليه ولم يغيروا ولم يبدلوا.
فقال له أبو بكر والله يا علي لو شهد عندي الساعة من أثق به انك أحق بهذا الأمر سلمته إليك، رضى من رضى وسخط من سخط!.
فقال له أمير المؤمنين (ع): يا أبا بكر هل تعلم أحد أوثق من رسول الله (ص) واخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن وعلى جماعة منكم، فيهم عمر وعثمان في يوم الدار وبيعة الرضوان تحت الشجرة ويوم جلوسه في بيت أم سلمة، ويوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع، فقلتم بأجمعكم سمعنا وأطعنا لله ولرسوله، فقال لكم: الله ورسوله عليكم من الشاهدين؟ فقلتم بأجمعكم الله ورسوله علينا من الشاهدين، فقال لكم: فليشهد