لأن شمس الضحى من أجله خلقت * فكيف عند نداه تخف في الحجب (خبر عطرفة الجني):
روى سلمان رحمه الله: قال كان رسول الله (ص) جالسا بالبطحاء وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث إذ نظرت إلى زوبعة وقد ارتفعت فأثارت الغبار فما زالت تدنوا والغبار يعلو إلى أن وقفت بحيال النبي (ص) ثم برز منها شخص كان فيها فقال يا رسول الله السلام عليك ورحمة الله وبركاته اعلم اني وافد قومي وقد استجرنا بك فأجرنا وابعث معي من يشرف على قوم منا فان بعضهم قد بغى على بعض ليحكم بينهم بالحق بحكم الله وكتابه وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة لأرده إليك سالما في غداة غد إلا أن يحدث علي حادث من عند الله، فقال النبي (ص) من أنت وقومك؟ فقال: أنا عطرفة بن شمراخ أحد بني كأخ وانا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع فلما منعنا من ذلك إذ بعثك الله آمنا بك وصدقناك وقد خالفنا بعض القوم وأقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وأشد قوة وقد غلبوا على الماء والمراعي وأضروا بنا ودوابنا فابعث إليهم معي من يحكم بيننا بالحق، فقال النبي (ص) اكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها فكشف عن صورته وإذا هو شيخ عليه شعر كثير ورأسه طويل وهو طويل العينين وعيناه في طول رأسه صغير الحدقتين وله في فيه أسنان كأسنان السباع، ثم إن النبي (ص) أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه من يبعثه معه في غداة غد فلما فرغ من كلامه التفت النبي إلى أبي بكر وقال امض مع أخينا عطرفة وانظر ما هم عليه واحكم بينهم بالحق فقال وأين هم؟ فقال (ص) هم تحت الأرض، فقال كيف نطيق النزول إلى الأرض وكيف نحكم بينهم ولا نحسن كلامهم؟ فلم يرد النبي جوابا ثم التفت إلى عمر بن الخطاب فقال له مثل قوله لأبي بكر، فأجاب مثل جواب أبي بكر، ثم أقبل على عثمان فقال له: مثل قولهما، فأجابه كجوابها، ثم استدعى عليا " ع " وقال له: