ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شئ ثم عادوا في اليوم الثاني والثالث وأكلوا، ثم دعا رسول الله بالصحاف فملئت ووجه إلى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة وقال: هذا لفاطمة وبعلها وكان النبي أمر نساءه أن يزين فاطمة ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة فاستدعين من فاطمة طيبا فأتت بقارورة فسألت عنها فقالت كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله فيقول لي يا فاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه فسئل رسول الله عن ذلك فقال: هذا عبير يسقط من أجنحة جبرائيل، وأتت بماء ورد فسألت أم سلمة عنه فقالت: هذا عرق رسول الله كنت آخذه عند قيلولته عندي، وروى أن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا فلما لبستها تحيرت نسوة قريش منها وقلن من أين لك هذا قالت فاطمة: هذا من عند الله تعالى.
قال جابر وفي ليلة زفت فيها فاطمة (ع) إلى علي عليه السلام كان النبي أمامها وجبرائيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك من خلفها يسبحون الله تعالى ويقدسونه، وفي خبر أمر النبي بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صبحة فاطمة وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن ما لا يرضي الله، قال جابر فأركبها النبي على ناقته وفي رواية على بغلته الشهباء وأخذ سلمان (رحمه الله) زمامها وحولها سبعون حوراء والنبي وحمزة وعقيل وجعفر عليهم السلام وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبي قدامها يرجزن فأنشأت أم سلمة تقول:
سرن بعون الله جاراتي * وأشكرنه في كل حالات واذكرن ما أنعم رب العلى * من كشف مكروه وآفات فقد هدانا بعد كفر وقد * أنعشنا رب السماوات فسرن مع نساء خير الورى * تفدى بعماتي وخالاتي يا بنت من فضله ذو العلى * بالوحي منه والرسالات ثم قالت عايشة: