وعلقم أتجرعه زعاقا وسم أسقاه دهاقا وقلادة من نار أرهقها خناقا.
الفصل الثاني (في حلمه وشفقته) أما حلمه وشفقته فأنه عليه السلام لم يقابل مسيئا بإساءته ولقد عفى عن أهل البصرة بعد أن ضربوا وجهه بالسيف وقتلوا أصحابه ولما ظفر بهم قالت عائشة ملكت فاسجح فجهزها أحسن الجهاز وبعث معها بتسعين امرأة أو سبعين واستأمنت لعبد الله بن الزبير على لسان محمد بن أبي بكر فأمنه وآمن معه سائر الناس وجئ بموسى بن طلحة بن عبيد الله فقال له قل استغفر الله وأتوب إليه ثلاث مرات وخلي سبيله وقال اذهب حيث شئت وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه واتق الله فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك. وجاء في الخبر انه (ع) كان إذا اخذ أسيرا في حروب أهل البصرة والشام اخذ سلاحه ودابته واستحلفه ان لا يعين عليه.
ومن حلمه انه لما أدرك عمرو بن عبد ود لم يضربه فوقعوا فيه فرد عنه حذيفة فقال النبي (ص) مه يا حذيفة فان عليا سيذكر سبب وقفته، ثم انه ضرب عمرا فلما جاء سأله النبي (ص) عن ذلك فقال إنه شتم أمي وتفل في وجهي فخشيت ان اضربه لحظ نفسي فتركته حتى سكن ما بي ثم قتلته في الله. وعفى يوم الجمل عن مروان بن الحكم ومن شفقته انه لم يسلب قتيلا قط. ولم يجهز على جريح، ولم يتبع شاردا. ومن حلمه عفوه يوم صفين عن جماعة منهم عمرو بن العاص وبسر بن أرطاة حين أبدوا عوراتهم، وسيأتي في غزواته.
في المناقب عن أبي مطرف البصري ان أمير المؤمنين (ع) مر بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال يا جارية ما يبكيك؟ فقالت بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمرا فأتيتهم به فلم يرضوه فلما اتيته به أبى ان يقبله فقال (ع) للرجل يا عبد الله